عبد اللطيف لشكر
من أراد أن يعرف إلى أين تمضي الرياضة الوطنية، ما عليه إلا أن يضع أمامه ما جرى في الجمع العام العادي و غير العادي لجامعة كرة القدم، الجامعة الأغنى على صعيد القارة الإفريقية بلا منازع، و المنعقد مساء الأحد 23 يوليوز 2017، ليخرج بخلاصة واحدة و هي أن الأفق مظلم برؤساء أندية و عصب و مجموعات و هيآت فاقدة للقدرة على الكلام المفيد و الصائب و على طرح التساؤلات المشروعة. رئيس الجامعة فوزي لقجع تولى الحديث عن كل شيء، عن الحصيلة الأدبية و عن الحصيلة المالية أو بمعنى أدق الحصلة المالية، و عن النتائج التقنية و عن المنتخبات الوطنية و عن كرة القدم النسوية التي وصفها بـ”نقطة سوداء”، و لا أعرف لماذا انتظر كل هذا الوقت لينطق بهذا الوصف المؤلم، و هل كان لابد أن ينتظر مجيء البطلة الأولمبية في الركض ليتحف مسامعنا بهذا التوصيف النابع من واقع مرير زادته توجهات و خيارات و قرارات جامعة الكرة بؤسا على بؤس. و السؤال غير الباعث على الحيرة، أين باقي أعضاء المكتب التنفيذي، لماذا هم ساكتون طيلة ثلاث سنوات و 3 أشهر، و لا يستطيعون قول شيء ما يثلج الصدر أو يبعث على التفاؤل حتى بمناسبة انعقاد الجمع العام، أليس الجمع العام محطة للتقييم و المكاشفة و فضح الاختلالات و التجاوزات القانونية و التنظيمية، و تقديم مقترحات و خيارات، هل كنا أمام جمع عام عاد أم غير عاد، لماذا اختارت الجامعة أن تقف عند ويل للمصلين بحصر الصفة في عبارة: “الجمع العام”، أين المدير التقني الوطني ناصر لارغيت صاحب النظريات الاستثنائية و الغريبة، أين الفرنسي مورلان الذي يقضي في هذا البلد الجميل السياحة و الاستجمام منذ أكثر من 6 سنوات، بعد أن أحيل في فرنسا على التقاعد، و قال عنه رئيس الإتحاد الفرنسي السابق إيسكاليت، لما سئل عن خليفة إيمي جاكي في الإدارة التقنية الفرنسية، إن مورلان لا يصلح للمرحلة التي ستدخلها كرة القدم الفرنسية، أين رؤساء الأندية المسماة ظلما و عدونا بالاحترافية، لماذا هم جامدون و ملتصقون بمقاعدهم، مع أنهم يعرفون أن إنشاء الشركة الرياضية في ظل هذا الوضع المتردي تنظيميا و ماليا و قانونيا أمر مستحيل، لماذا هم تبعيون و سلبيون إلى هذه الدرجة، أين العصبة الوطنية لكرة القدم “الاحترافية” و أين العصبة الوطنية لكرة القدم “هواة”، لماذا عاجزتان عن التقدم بأفكار و مشاريع، و لأي شيء تصلحان، و هل مشكلة كرة القدم الوطنية في العفو الشامل أو العفو الجزئي و في مساطر احتساب الإنذارات و تحديد مفاهيم الطرد المباشر و غير المباشر و الاعتراض و التصدي و الاجتماع التقني و الاجتماع الاستشاري، ألم نكن أمام جمع عام يكرس الريع الرياضي، هل هناك بطولة احترافية في العالم هي عالة على الدولة، و غير قادرة على جلب موارد مالية ضخمة من عقود استشهارية مع فاعلين في القطاع الخاص، ما الفائدة من مجموعات الأطباء و المدربين و الحكام و كرة القدم النسوية و كرة القدم داخل القاعة و كرة القدم الشاطئية و هلم جرا، إذا كان الهدف الأساسي منها هو أن تتحول إلى اكسسوارات يؤثث بها فضاء الجمع العام، أليس من العيب أن نلمس هذا البون الشاسع بين رئيس له قدرة فائقة على “الإفتاء” في كل شيء، و على جعل الآخرين مجرد أرقام صغيرة، و بين مكونات مغلوبة على أمرها لا تحمل قضية حقيقية و لا مشروعا حقيقيا لتدافع عنه. طلب منكم الرئيس القراءة النقدية و الابتعاد عن التموقع و نبذ الحسابات الشخصية و الضيقة، فكان أحسن رد منكم:السكوت و تفادي الخروج عن النص و إجادة التصفيق وقوفا و جلوسا. صدق من قال:فاقد الشيء لا يعطيه!!.