شفشاون:مهاجر دخل الى المغرب لإقامة مشروع سياحي فعرقلته “الكلاب الضالة”

1٬272 مشاهدة

أخبار العالم NEWSMONDE

عاد إلى المغرب هذه السنة، “سامي أزدوفال”رفقة نجله، و هما من أبناء الجالية المغربية المقيمة بفرنسا، برؤية استثمارية، حاملين فكرة إقامة مشرع سياحي بالمغرب.

بداية الرحلة الاستكشافية من أجل المشروع أو ما يعرف بدراسة السوق، كانت من مدينة السعيدية شرق المغرب، و قادهما طموح الفكرة باتجاه العرائش و مدن أخرى.

قبل الوصول الى العرائش، حط الرجلان الرحال بمدينة الشاون يوم 20 غشت 2017. كانت الشاون ضمن الخريطة المحتملة للمشروع، و هناك حصلت حادثة ستُقبر الفكرة لسبب ما يعتبره “أزدوفال” تهورا و سوء تنظيم و خللا إداريا و تسلطا أيضا.

ماذا جرى لهذا المستثمر و ابنه في الشاون؟

يحكي سامي أزدوفال أنه بعد ركنه للسيارة بموقف للعموم بمدينة الشاون في ذلك اليوم، و بمجرد ترجلهما منها، باحثين عن حارس “الباركينيغ”، باغتهما سرب من الكلاب الضالة كانت في لحظة نوم نائمة تحت بعض السيارات، و قد أيقظها نباح كلب الحارس.

أمام هذا السرب، و قد عَدَّ فيه الأب حوالي 12 كلباً، أصيب الولد بالهلع و الرعب، و ركض في منحدر طلبا للنجاة، و من سوء حظه أن سقط أرضاً.ارتبك الوالد، و صرخ بقوة ليظهر أخيرا الحارس.

كان الأب غاضباً، و كان أمرا عاديا أن يعاتب الحارس، على عدم جاهزيته و وجوده في المكان و في الوقت المناسب، قبل أن يطلب منه اخطار رجال الشرطة أو طلب الاسعاف. و هو ما لم يفعله الحارس.

امام هذه الحالة، توجه الأب و ابنه الى المستشفى عبر سيارة أجرة، و هو لا يدرك حينها حجم الضرر المادي الذي تعرض له ابنه.

في مستشفى مدينة الشاون، سيكتشف الرجل الصورة الحقيقية لأحوال الصحة في بلده، عندما رفض أن يرقد ابنه على سرير متسخ، و عليه آثار الدماء.بصعوبة بالغة غادر الرجل و ابنه المستشفى و معهما وصفة طبية لشراء الدواء.

المحطة الموالية بعد المستشفى كانت رجال الأمن. الحاح سامي أخرج من وجدهم في المداومة الى عين المكان. كان المشتكي يأمل ان يخرج و في يده محضر، بعد تلك المعاينة حول ما جرى. لكن ذلك لم يحصل، قِيلَ، لغياب رئيس مصلحة الشرطة.

يقول “سامي أزدوفال” إنه لما سأل حارس “الباركينغ” حول توفره على رخصة الكلب من عدمها، جاءه الجواب بالإيجاب، من أحد رجال الأمن، “لا” من صاحب الكلب.

لم يبتلع الرجل مرارة ما حصل. عاد في اليوم الموالي الى مصلحة الأمن، و هناك استقبله الرئيس استقبالا لائقا، بل و اعتذر له و تأسف لما حصل.

كان المستثمر المغربي “سامي أزدوفال” راغبا في تحديد المسؤولية عما جرى له و لإبنه، ليسهل عليه سلك طريق العمل قانونيا على ترتيب الجزاءات. خرج من مكتب الكومسير باتجاه وكيل الملك بابتدائية الشاون. كان الاستقبال في المستوى.

اقتضى الأمر أن يعود “سامي أزدوفال” الى مكاتب رجال السلطة بدءً بقائد المقاطعة. هذا الأخير استقبل المهاجر أول مرة استقبالا طيبا، و أعطاه موعدا ليحضر في اليوم الموالي على الساعة العاشرة صباحاً، في إطار مقابلة مع الحارس المتهم بالتهاون. و فيما حضر المشتكي قبل الوقت بنصف ساعة، تأخر الحارس بأكثر من ساعة.

تلاشت الابتسامة في وجه القائد، و لاحظ المهاجر أن رجل السلطة الذي استقبله أمس بحفاوة، تغير سلبا في التعامل معه إلى أقصى درجة. “قلب علي القايد وجهو” يحكي سامي أزدوفال. مما جعله يذكره بأن بإمكانه حمل شكايته إلى عامل الإقليم. و هنا تجدد استعداد القائد و أمر  بإحضار الحارس.

حكى كل طرف أمام القائد قصته، و هنا سجل المهاجر نقطة على خصمه لكونه لم يتصل لا بالشرطة و لا بالاسعاف، و لا حتى بعون السلطة (المقدم). أسوء ما سجله أيضا على الحارس انه لم يطلب الاعتذار لما جرى لزبونه في الموقف الذي يحرسه.

اللقاء لم ينته بتحرير محضر،مما أدى إلى تطور الأمور، لتصل الى باشا المدينة.

و بتدخل محامي في الأمر، يأمل “سامي أزدوفال” رفقه ابنه رفع دعوى قضائية ليس فقط ضد الحارس المتهاون، بل ايضا ضد مجلس مدينة الشاون التي يرجع اليه أمر تسيير موفق الموقف العمومي، كما تعود اليه مسؤولية عدم محاربة أسراب الكلاب الضالة التي تخصص لها المجالس فصلا في الميزانية السنوية قصد التخلص منها و إراحة المواطنين من أذاها و إزعاج راحتهم.

يستخلص من هذه الواقعة أن حالة المستثمر “سامي أزدوفال” قد لا تكون واحدة فقط. لأن هناك تفاصيل يكتشفها المستثمرون منذ دخولهم الى المطار أو في الميناء أو على الطريق أو في مرافق مختلف الإدارات.في هذا المضمار الطويل يتقرر البدء في تنفيذ المشروع أو طي الملف نهائيا.

2017-09-06
bank populaire