جبهة البوليساريو خط الشهيد رسالة مفتوحة للممثل الخاص للأمين العام الأممي بالصحراء الغربية السيد: هورست كوهلر ، بمناسبة زيارته الحالية للمنطقة…
نحن مجموعة من الصحراويين الذين عاشوا خلال هذه السنوات الطويلة في أرض اللجوء بالمخيمات الصحراوية جنوب الجزائر، مناضلين و إطارات و مقاتلين منضوين تحت لواء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب، قررنا بعد أكثر من 35 سنة من هذا النزاع أن نشكل حركة سياسية تمثل تيارا ديمقراطيا إصلاحيا داخل جبهة البوليساريو، يهدف لتحقيق العدالة و الديمقراطية عبر مشاركة الشعب في اتخاذ القرارات المتعلقة بمصيره من خلال عملية التناوب على السلطة كمنهج حضري للتسيير، و حركتنا تعرف باسم “البوليساريو خط الشهيد” التي تمثل شرائح المجتمع الصحراوي المؤمنة بالعدالة و الديمقراطية و احترام حقوق الإنسان، و لقد سعدنا منذ تعيينكم في هذا المنصب لما هو معروف لديكم من الصرامة و الجدية و المصداقية في التعامل مع هكذا نزاعات… لهذا نطلب منكم لقاءنا للاستماع لرأينا في هذا النزاع….
فقيادة البوليساريو بعد مؤتمرها الأخير، و الذي قاطعناه كحركة تصحيحية داخل البوليساريو، لكونه لم يكن سوى مجرد مسرحية من مسرحيات الحزب الواحد، لكي تبقى نفس القيادة في مناصبها منذ أكثر من اربعين سنة، هذه القيادة لم تعد تمثل ما عدا نفسها و مصالحها و بالتالي فهي غير مخولة للتفاوض أو التحدث باسم الشعب الصحراوي. نتشرف نحن الصحراويون المنضوون تحت لواء البوليساريو خط الشهيد، كحركة تصحيحية داخل البوليساريو تهدف لتحقيق العدالة و الديمقراطية و فرض احترام حقوق الإنسان في مخيمات اللاجئين الصحراويين بالتندوف، أن نتوجه لكم بهذه الرسالة، من اجل وضعكم في الصورة عن معاناة المواطنين الصحراويين من جراء استمرار هذا النزاع بالصحراء الغربية الذي دام أكثر من اللازم و تأثيراته على أوضاعهم، و ظروف حياتهم و معيشتهم بالمخيمات، و ذلك إيمانا منا بالدور الرائد للأمم المتحدة، بكل مكوناتها و مؤسساتها في دعم الديمقراطية و حقوق الإنسان المعدومة حاليا بالمخيمات تحت سلطة القيادة الحالية للبوليزاريو التي تتمسك بالسلطة منذ أكثر من اربعة عقود… و بالنظر إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الأمم المتحدة لفض النزاعات عبر العالم و الدور الفاعل لهيئاتها في استتباب الأمن و السلم الدوليين، فإننا ندعوكم سيادة الممثل الخاص إلى:
الاستماع المباشر لرأينا في الوقت و المكان الذي تريدونه و ترونه مناسبا، بكوننا نمثل شريحة هامة من المجتمع الصحراوي، ليكون حكمكم شاملا و مطلعا على كل الآراء رغم اختلافها و تباينها حول هذا النزاع بالصحراء الغربية، بدل الاستماع للرأي الواحد لقيادة البوليساريو في المخيمات…
القيام بدور محوري من أجل إيجاد حل عادل و دائم لقضية الصحراء الغربية التي طال أمد النزاع فيها، و تتحمل أهالينا بالمخيمات العبء الأكثر من تأثيراته، حل يضمن الاستقرار في المنطقة و وحدة العائلات المشتتة منذ أكثر من اربعة عقود و فتح أبواب التنمية و الاندماج بين شعوب المغرب العربي الكبير
إننا، في خط الشهيد، نعتبر قيادة البوليساريو مجرد أفراد متمسكين بالسلطة يتاجرون بمعاناة أهالينا في المخيمات، و كل يوم أو شهر أو سنة يمر، من دون حل لهذا النزاع، يعد جريمة إنسانية بحق نسائنا و كهولنا و أطفالنا الذين يعانون تحت الخيام منذ أكثر من خمس و ثلاثين سنة، في صراع لا يخدم ما عدا أولئك الذين يحسنون الاصطياد في الماء العكر من كل الأطراف..
لذا ندعوكم إلى ضرورة الاستماع إلى وجهة نظرنا، فنحن على كامل الاستعداد للقائكم و التحادث معكم، من أجل أن نوضح لكم كل خلفيات و أبعاد هذا الصراع، أينما أردتم:في إسبانيا او موريتانيا، او الجزائر و المغرب إذا كنتم ستضمنون لها سلامتنا و أمننا هناك..
لذا نأمل منكم سيادة الممثل الخاص، أخذ رأينا بعين الاعتبار، كجزء من الشعب الصحراوي بالمخيمات و بالخارج، ليكون الحل المرتقب شاملا عادلا و دائما.فإذا كانت البوليساريو تمثل الشعب الصحراوي فإن هذه القيادة لا تمثل ما عدا نفسها، و بالتالي فليس لها الحق للتفاوض باسم الشعب الصحراوي مع الحكومة المغربية حول مصيرنا و مستقبلنا...
لهذا ندعو المجتمع الدولي و الأمم المتحدة، من خلالكم، لبعث مراقبين دوليين مستقلين للمخيمات للتأكد من كل هذا.
و ندعوكم، سيادة الممثل الخاص، للتعامل معنا و استشارتنا كفاعلين أساسيين نمثل جزءا هاما من الرأي العام الصحراوي بالمخيمات و الخارج، في البحث عن حل نهائي للنزاع في الصحراء الغربية في نطاق المفاوضات التي تشرف عليها الأمم المتحدة بين المملكة المغربية و ممثلي الصحراويين.
و في إنتظار ردكم، تقبلوا منا اسمى آيات التقدير و الإحترام. بطل واحد هو الشعب، زعيم واحد هو الشهيد.
اللجنة التنفيذية للبوليساريو خط الشهيد.
ولاية السمارة بمخيمات اللاجئين الصحراويين:
24 سبتمبر 2017