صوت من داخل دار لبريهي فاضح للفساد نود ان نشكر كل من تفاعل مع المقال الذي خصصناه للريع النقابي و استفادة بعض الوجوه المعروفة من كعكة الإنتاج التي يتحكم فيها العرايشي مقابل شراء صمتهم أو مقابل توزيعها فيما بينهم، و الذي زرع الرعب في نفوس هؤلاء المتآمرين على الصالح العام الذين تناسوا أن الإعلام و خصوصا التلفزيون هو مرآة بلادنا، و هم لا يكفون عن تدنيسه حتى صار على هذا الحال، الذي لا يليق بمغربنا الحديث. سنتحدث عن الطريقة التي سلكها الرئيس المدير العام منذ توليه مسؤولية إدارة دار البريهي التي لا شك أنه سيحاسب عنها أمام الله، و كذا استحماره العاملين قصد السيطرة على الإذاعة و التلفزة التي أسماها فيما بعد بالشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة. كنا نود الكشف عن المزيد من المعطيات التي أشرنا إليها في المقال السابق، لكن بعد الزلزال السياسي، ارتأينا الكشف جزء من بعض الملفات الحارقة لسي العرايشي راجين من الله و من الملك التدخل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه داخل الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة…لكن نعد المتتبعين بالرجوع إلى فضائح الإنتاج بالتفاصيل، من توظيفات للمقربين، و تلاعب بالعقود قصد تمويه الإدارة، و عن طبيعة الرشاوى المقدمة. اليوم سنتحدث عن بعض التعيينات التي قام بها الرئيس المدير العام منذ تعيينه، كي نوضح للعموم فساد هذا المتجبر الذي تسلط على دار البريهي.
القصة بدأت بمجيء هذا الشخص سنة 1999 كمدير للتلفزة ، حيث استطاع في البداية كسب تعاطف العاملين بطرق أقل ما يقال عنها “صهيونية” بدأت بالصلاة معهم بمسجد السنة و كذا الإنصات لهم عن طريق فتح باب الاستقبالات صباح مساء، حتى تمكنه من السيطرة على زمام الامور خاصة بعد إلحاق الوالي طريشة بمراب الداخلية و تعيين العرايشي مديرا عاما للإذاعة و التلفزة سنة 2003.. إذن 4 سنوات كانت كافية كي يعرف من أين و كيف و مع من يمكن أن يبدأ بمخططه للاغتناء هو و من معه عن ظهر العاملين البسطاء الذين يضحون بالغالي و النفيس، من اشتغالهم أيام العطل و الأعياد و ترك بيوتهم أياما و شهورا لا لشيء سوى لتأدية مهامهم على أحسن وجه ، رغم المعيقات و ظروف الاشتغال الكارثية.
قام العرايشي إذن ببيع أسهمه في شركة SIGMA TECHNOLOGIE لشريكه “دينو السبتي” التي أسساها سنة 1989، و قام بإنشاء شركة أخرى سجلها بإسم إحدى صديقاته الاجنبيات، كما هو مدون بالسجل التجاري للشركة إلى حدود الساعة تحت إسم IMAGE FACTORY، ثم قام باستقدام جزء مهم من المستخدمين ب SIGMA الذين كان يعتمد عليهم كتمويه للعيون المتربصة به و التي حصلت على كعكة كبرى في أكبر عملية ابتزاز عرفها تاريخ التلفزيون، سوف نعود إليها بالتفصيل. شركة IMAGE FACTORY و التي استطاعت الاستفراد بميزانية الإنتاج كانت الوحيدة المكلفة بتصميم L’HABILLAGE و ديكور الأخبار و إعداد الوصلات الاشهارية لقنوات أفلام، الرياضية، الأولى. بميزانيات خيالية و بدون طلب عروض أو أي شيء من هذا القابيل، كما كانت لها الحظوة في انجاز عدة أعمال كان أشهرها السلسلة الأسبوعية “ساعة في الجحيم” بميزانية 45 مليون لكل حلقة، أي 180 مليون في الشهر، لمدة 5 سنوات، و للإشارة فشركة IMAGE كما يسمونها لا زالت تستفيد من عدة مشاريع من سهرات و مسلسلات و أفلام تلفزيونية و برامج و اللائحة طويلة..و يمكن الاطلاع على رقم المعاملات السنوي ل IMAGE و مدى تطوره في موقع INFO RISK الخاص بالشركات..و للإشارة فهاته الشركة تشتغل بها لميس خيرات، شقيقة بيسان خيرات، مديرة الماركوتينك Marketing، و عضوة لجنة إنتقاء الأعمال في طلبات العروض بالشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة …اللهم بارك.
و للسيطرة على دواليب الإنتاج، خاصة بعد الإنتقال إلى نظام الشركة، قام العرايشي بازاحة إدريس الحيان، المشهود له بكفاءته، من قسم الإنتاج آنذاك و تعيين جلال عواطف كأول مدير للإنتاج للأولى في ماي 2006 براتب تجاوز ال 40.000 درهم، فهذا الأخير، الذي ليس سوى صهر جليل العكيلي، الكاتب العام السابق للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، و المكلف سابقا بمهمة بديوان الأمير مولاي رشيد، قبل أن يفتضح أمره و يطرد شر طردة، كان يمتلك شركة للإنتاج التلفزي تدعى CHRYSALIDE، هاته الشركة كانت تستفيد من برنامجين لمدة 5 سنوات، الأول برنامج نصف شهري ECO ECHO بميزانية 20 مليون سنتيم للحلقة، أي 40 مليون في الشهر، مع العلم أن طبيعة العقد الخاص بالإنتاج كان PAD أي PRÊT À DIFFUSER لكن المدير المعلوم كان يستغل منصبه في توفير كل الإمكانات البشرية و التقنية من صحفي و مصور و تقني صوت و مونتاج..أي 20 مليون للحلقة دون ان يخسر و لا سنتيم واحد، ناهيك عن برنامج اسبوعي اخر كان يسمى “ايكولوجيا” بميزانية 10 ملايين للحلقة الواحدة، أي 40 مليون أخرى، ليصير المجموع 80 مليون سنتيم شهريا..و الغريب في الأمر أنه كيف يمكن لمدير الإنتاج بالقناة أن يكون صاحب شركة و تستفيد من برنامجين في نفس الوقت و بعلم الرئيس المدير العام ؟؟؟ اليس هذا عبثا و فسادا ما بعده فساد؟ و أين هي الحكامة و الشفافية؟ أليس مثل هاته الأفعال تسمى سرقة للمال العام ؟؟؟ و للإشارة يحسب لهذا المدير السابق، الذي هاجر إلى كندا (…)، تعطيل و تشبيح الكفاءات الداخلية للمديرية، قصد الإعتماد فقط على الإنتاجات الخارجية رغم ضعفها لكن كانت ترصد لها ميزانيات سمينة لأصحاب MR LE PRÉSIDENT الذين سنفضحهم واحدا واحدا.. “السي جلال” رغم ضعف أداءه فقد عين مديرا مركزيا للإذاعة براتب تجاوز هذه المرة 54.000 درهم، لا لشيء سوى لتسهيل حصوله على الفيزا لكندا و تهريب ما تيسر من الأموال و إخراجه من المغرب ب”الفن” و دون اثارة الانتباه او أن تراه العيون….
مسؤول آخر عين بدوره لتسهيل نهب المال العام،و هو يونس العلمي المدير السابق للقناة الرياضية و زوج المنتجة نجاة قوبي، صاحبة شركة DISCONNECTED، التي صارت بدورها من كبريات الشركات، و الفضل يعود إلى ملك التلفزيون العرايشي، حيث قام بمنحها برنامجا اسبوعيا هي الأخرى سنة 2006 كان يدعى “اجي تشوف” بميزانية 15 مليون سنتيم للحلقة، و برامج أخرى، حيث كانت مهمة زوجها هي تمرير البرامج الرياضية للمقربين من العرايشي قبل أن يتم إعفاءه ليتمكن من مساعدة زوجته في إدارة شركتهما DISCONNECTED بعد أن صاروا بدورهم ينتجون المسلسلات و الأفلام و البرامج بميزانيات كبيرة….
نعتذر عن الإطالة، فقد قمنا بتقسيم المعطيات إلى أجزاء حتى يتسنى لنا إعطاء كل المعلومات للزملاء و الزميلات قصد الوقوف على الوجه الحقيقي لهذا المستبد…
في الجزء المقبل سوف نتكلم أيضا عن الصفقات المشبوهة لإنتاج البرامج و كيف كانوا هؤلاء المقربين يتلاعبون بالعقود دون أية محاسبة و أيضاً عن صفقات المعدات التقنية التي كان يستفيد منها أقرب المقربين من العرايشي التي كلفت الملايير من ميزانية الدولة دون استعمالها، بحيث يظل المشاهد المغربي يتساءل عن سبب ضعف البرامج و من تم اندحار نسب المشاهدة..و عن كيفية شراء الصحافيين لكي لا يتم فضح هاته الخروقات و إذ نطالب من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله إنقاذ هذه الدار من بطش هذا المتجبر و عصابته لعنهم الله إلى يوم الدين
لنا عودة
انتظرونا