حسن البركاني
لمن لم يعرف بني درار من قبل، هي جماعة قروية بعمالة وجدة، تقع على الشريط الحدودي المغربي الجزائري، يشتغل معظم سكانها في التهريب، و ذلك بسبب التهميش الذي تعيشه جهة الشرق، بصفة عامة، حيث تنعدم فرص الشغل للشباب. في ليلة السبت، 04 نونبر 2017، على الساعة الثامنة ليلا، فتحت باب من الأبواب الحدودية ليدخل عبرها أزيد من 70 شابا من ساكنة بني درار و بني خالد من أجل جلب بضاعة من التراب الجزائري، كان من بينهم السيد عمار الصالحي، إلا أن دخولهم تزامن مع دورية للدرك الجزائري، الشيء الذي جعل الجمع يعود هاربا نحو الباب المفتوح للاختباء إلى أن يبتعد الدرك الجزائري أو يعقدو معه صفقة، كما هو معتاد في الحدود المغربية الجزائرية، إلا أن الشاب عمار الصالحي، و بسبب الاكتضاض و ظلمة الليل، و تحت ضغط إقتراب الدرك الجزائري، اتجه نحو باب ثانية موصد فتسلق الجدار الفاصل بين المغرب و الجزائر ليتلقاه عسكري مغربي من حرس الحدود بطلقة نارية أردته قتيلا. استشهد عمار الصالحي و هو يكافح من أجل لقمة العيش، كما استشهد قبله آلاف الشباب بطرق مشابهة. و على اثر ذلك عرفت بني درار مسيرة طيلة يوم أمس الأحد، و يرتقب أن تتواصل الاحتجاجات اليوم الإثنين، كما صرح بذلك زملاء الشهيد. هنا يطرح السؤال إلى متى ستستمر سياسة المغرب النافع و المغرب غير النافع؟ أليس من حق شباب بني درار و شباب جهة الشرق أن يتوفر لهم شغل يضمن العيش الكريم؟
ملحوظة: يتداول شباب بني درار أن عسكريين مغاربة شباب يتعاطون حبوب الهلوسة ” اكسطا” و هم في مهمة حراسة الحدود.
و في الشريط التالي يظهر جانب الجنازة الحاشدة التي أقيمت للراحل عمار الصالحي:
