محمد راضي الليلي
هل تخلى محمد الشيخ بيد الله عن دوره في كتابة الخطب الملكية الخاصة ب”الصحراء الغربية”؟أم أن تراجع مكانته لدى فؤاد عالي الهمة،مستشار الملك المغربي محمد السادس، أبعده عن هندسة مضمونها و المساهمة في وضع رؤوس أقلامها؟؟هل وضع الرجل يختصره جوابه لسائل هذه الأيام حول مكانته الحقيقية و الحالية لدى الملك و حاشيته:”أنا إلى عطاني الملك ظرك منصب شاوش نقبلها و نسكت”…..جواب يختصر كل شيء معلوم في الكواليس أن بيد الله هو صاحب عبارة:”المواطن إما أن يكون مخلصا أو خائنا، ليست هناك مكانة بين المنزلتين”….هذه العبارة التي نطقها العاهل المغربي في إحدى خطبه الرسمية أصبحت شماعة يعلق عليها كل المسؤولين المغاربة حقدهم الدفين للصحراويين الذين وصلوا إلى مراتب قيادية في الدولة المغربية أو الذين إشتموا فيهم “رائحة” الوصول بسرعة إلى مراكز المسؤولية…بيد الله الذي تخلى عن مشوار الإنفصال عن المغرب مع بدايات القضية الصحراوية و إرتمى في أحضان القصر الملكي أراد من خلال الوحي للعاهل المغربي بهذه العبارة، توريطه في توجيه كان له ما بعده، فالرجل المعروف ب”عنصريته القبلية” يخشى تراجع قيمته في محيط “تواركة”، خصوصا و أنه يشاهد بشكل متواصل صعود نجم أطر عالية التكوين في وزارتي الداخلية و الخارجية و قطاعات هامة، و لذلك ليس في صالحه البتة أن يحتلوا هم مكانة كان قد حارب للوصول اليها.و هنا لابد من الإشارة الى أن التطبيق الأعمى لهذا التوجه، و الذي تم بشكل شديد السرية، و شمل مواقع حساسة من الدولة المغربية، أدى الى إقصاء مفضوح و غير مبرر لكفاءات صحراوية كانت تؤمن بالطرح المغربي و تدافع عنه دون أي مقابل عكس المقربين من دوائر القرار، فانتهت المحصلة النهائية إلى انبعاث روح و فكر الانفصال عن المغرب، و إنتعاش أسهم البوليساريو في حلبة الصراع، و خسارة الرباط لقوى كانت ستساهم في حفر القبر، غير أن المغرب هرب بالفأس، على حد قول المثل الشعبي.