أخبار العالم NEWSMONDE
رسالة إلى الدكتور عبد السلام بلجي : دكتور بلجي اخي و صديقي و جاري الفاضل المحترم: قرأت مقالتك المتميزة لإخواننا في الحزب حول التقسيم الذي يشهده بعد أصرار بنكيران على الولاية الثالثة بعد توصلي بها من طرفكم عن طريق رقمي على الواتساب، و قد أثارت شجوني و كتبت ما يلي : يعلم الله اني احترمك و أجلك لدماثة اخلاقك و علمك و تقواك و حبك الخير للجميع … الا انني الاحظ عليك انك تتصرف بلطف حتى مع أعدائك و مع من يعمل على إيذاءك و سلبك حتى حقوقك المشروعة … نصيحتك لاخواننا في الحزب غير واضحة لأنها ترمي جبر خاطر جميع الأطراف التي لها رأيها الخاص في الولاية الثالثة التي يسعى إليها بنكيران بقضه و قضيضه اذا لم يفز بها ستكون عاقبته وخيمة لأنه لا يمكن أن يعيش دون رئاسة اما رئاسة الحكومة أو رئاسة الحزب ….و من غيرهما فان لسان حاله يقول انا و من بعدي الطوفان ….إنه انسان نرجسي يتلذذ بتعذيب و احتقار الآخرين…و ما فعله معك دليل ساطع…حرمك من الترشيح للجهة و أنت أولى بها من اي احد …و حرمك من الترشح للبرلمان و أنت أحق الناس بالترشح بأنك نجاحك مضمون و سكان الدائرة كلهم يحبونك و يقدرونك، يجدونك في المسجد كل يوم و تستقبلهم في الشارع و في منزلك بدون تكلف و لا حرج …. فكما كان يحرمك بن كيران من الترشح لعدة عقود لصالح صديقه المرحوم عبدالله بها …. ها هو يحرمك اليوم لصالح صديقه المقرب العمراني … كما حرمك من تقلد منصب وزارة الهجرة و أنت اعرف الناس بها و ما كنت ستحققه فيها لن يستطيع تحقيقه اي انسان آخر…. كنت اريد ان تكون حازما في موقفك و تصدح في وجه رئيس جائر هو بنكيران أن تقول له صراحة إن حزب العدالة و التنمية حزب المؤسسات و حزب المواقف الصريحة و ليس حزبا إداريا يبدل قوانينه ارضاءا لنزوات الأشخاص و سواد عيونهم …. لقد تربع بن كيران على رئاسة الحزب لولايتين بالتمام و الكمال … ركب رأسه و أصيب بكبرياء و جنون عظمة واحد يضمن انه هو الحزب و بدونه الحزب لا شيء ….. إن نجاح الحزب في الاستحقاقات الجماعية و البرلمانية يرجع الفضل فيه إلى تبني الحزب للاديولوجية الإسلامية و كل المغاربة و خاصة الطبقة الوسطى و الفقيرة لن تصوت باي حال من الأحوال الا للمرشحين التابعين لحزب إسلامي، فالناس يصوتون للحزب و لا يصوتون للاشخاص، و اكبر دليل هو دائرتنا التي نجح فيها شخص لا يسكن فيها و لم يزرها من قبل و لن يزرها في المستقبل …و لهذا على بنكيران أن يعرف أن الحزب حزب شعبي محبوب من طرف المغاربة و أن وجوده على رأسه أو عدمه سيان …. كنت اتمنى بصفتك حكيم الحزب أن تقول لبنكيران أن لا يكون سببا في تقسيم الحزب و أن يتعفف و لا يطرح حتى فكرة الولاية الثالثة للنقاش و أن يترك الحزب يطبق قانونه الأساسي بدون احراج و لا تبديل و لا تغيير ….مجرد طرح الفكرة و قد بدأ بالفعل بها هي تقسيم الحزب بدون مقدمات ….فكما فشل بنكيران في تكوين الحكومة سيفشل في المحافظة على وحدة الحزب اذا أصر على البقاء على رأسه ….و قد بدأت بوادر الفشل على الحزب تظهر منذ الان بالانتكاسات المتكررة في عدة دوائر انتخابية فشل فيها الحزب فشلا ذريعا…. إن مصداقية الحزب لن ينقذها الا تطبيق الديموقريطة الحقيقية في اجهزته و عدم شخصنة الحزب و ربطه بشخص بنكيران الذي تجبر و وصل به التغطرس حد عدم استقبال احمد الريسوني الإدريسي الذي لا يخاف في قول الحق لومة لائم …. و نفس الشيء فعله معي و تركت له الجمل و ما حمل… على بنكيران أن يعرف في قرارة نفسه أن المغاربة يصوتون للحزب لأنه يتخذ من الاسلام منهجا له … و لو سمحت الدولة لجماعة العدل و الإحسان بتكوين حزب و لرجال التصوف بالمشاركة في الاستحقاقات لعرف بنكيران قدره و جلس دونه …. إن حزب العدالة و التنمية بحاجة إلى من يقول الحق في وجه بنكيران و ينقده من غطرسته و تحكمه و انانيته…. و كل الآمال معقودة عليكم أنت اخي بلجي و الأستاذ الرميد و الفقيه الريسوني و العالم الادريسي، بصفتكم حكماء الحزب القادرين على إيقاف بن كيران عند حده ….
عبد الله حفيظي السباعي الإدريسي:باحث و مختص في الشؤون الصحراوية و الموريتانية