الصورة المرفقة مع المقال من الأرشيف
أخبار العالم NEWSMONDE
شب اليوم الثلاثاء، 14 نونبر 2017، حريق ثالث في مقر الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة، فبعد الحريق الذي نشب في عمارة العرايشي و ذهب ضحيته أرشيف “القناة الأولى” ، و الحريق الثاني في الطابق الثاني من قناة الرابعة و إحترقت جراءه حواسيب المونتاج و بعض الأشرطة من انتاج القناة، ها هي حريق ثالث ينضاف إلى سلسلة حوادث متتالية و في ظرف زمني وجيز.و في التفاصيل، حسب معلومات “راضي نيوز”، إندلعت النيران اليوم في تمام الساعة الحادية عشرة و 40 دقيقة، على مستوى سطح استوديو التلمساني جراء اشغال كانت جارية في حينه على سطح البناية، مما أدى إلى تجمع كمية هامة من الدخان الكثيف، تنقلت بسرعة إلى قاعة الإرسال للقناة الأولى (LA RÉGIE)، و ذلك عبر الممرات الخاصة بالمكيفات الرئيسية.خطورة الحادث تكمن في أن القناة لا تتوفر على ممر إغاثة، و قد كانت في السابق تتوفر على باب وحيد مؤدي لاستوديو الاخبار، إلا أن عبقرية زكرياء حشلاف، مدير الشؤون القانونية و الموارد البشرية بالنيابة، أمرت بإغلاقه بجدار حائطي، اضف إلى ذلك عدم توفر القناة على منافذ للتهوية، مما جعل العاملين في قاعة الارسال محاصرين بالدخان الكثيف،فأحست في حينه إحدى الموظفات التابعات لمديرية البرمجة بإختناق حاد، و وجدت نفسها أيضا محاصرة بالكامل داخل قاعة الارسال المسيجة بباب اتوماتيكي لم تفلح جهود فتحه إلا بعد جهد جهيد، مما إضطر هذه الأخيرة إلى الصراخ و طلب النجدة، و ردد معها البقية لاحقا عبارة:“لسنا حيوانات تحجز في قبو و ليست هذه بظروف عمل”.
معلومات “راضي نيوز” أشارت كذلك إلى أنه بعد فترة من وقوع هذا الحادث، حضر على عجل إلى عين المكان المدراء : العلمي الخلوقي، عمر الرامي، حسن المهامي، و عبد الله المنزهي، و شرع الرامي في إلتقاط صور للدخان الكثيف عبر هاتفه المحمول، بينما عبر العلمي عن إحتجاجه على كثرة الابواب الاتوماتيكية، مؤكدا أنها ستؤدي حتما إلى وقوع كارثة في دار البريهي، بينما توجه العاملين الذين شهدوا هذه الواقعة بطلب إلى مدرائهم المباشرين بضرورة تغيير مكان غرفة البث تفاديا لكارثة محتملة في المستقبل، في وقت يتم فيه الحديث عن نقل مقر القناة إلى مقر المختبر المتواجد في الطابق الثاني، و هو ما تمخض عن اجتماع بين المدراء التقنيين و البرمجة و رئيس مصلحة المباني بعد حدوث الحادث، خصوصا أن هناك عاملا يقضي فترة ديمومته الليلية في قاعة الارسال، و يمكن أن يتعرض لمكروه، و قد أمر عبد الله الخطابي بإزالة الباب الاتوماتيكي الموجود بالممر الذي يؤدي إلى قاعة الارسال بعد مطالبة المدراء بذلك، خصوصا انه ليس هناك ممرات إغاثة و منذ تركيب هذه الابواب الاتوماتيكية داخل المؤسسة لم تساهم الا في تعقيد العمل.و بهذا الإجراء المتمثل في نزع باب أوتوماتيكي يصبح عدد الأبواب الأوتوماتيكية التي تم حذفها إثنان، فقد سبق لفاطمة البارودي أن قامت بحذف باب اتوماتيكي الفاصل بقاعة التحرير و الدرج المؤدي الى استوديو الاخبار، و عزت الأمر إلى الصعوبات التي يواجهها الصحفيون في التنقل بين هيئة التحرير و أستوديو التلمساني، و السرعة التي تحكم العمل أحيانا.
و عقب ما حدث اليوم في دار لبريهي، يتضح جليا أن الشركة و من يتحكم في تسييرها يقومون بصفقات و مشاريع لا تعتمد على دراسة و ليس لها تأثير إيجابي على العاملين، و رغم ذلك يمررونها بشكل عشوائي، فقط لصرف المال العام في ما يخدم مصالحهم الذاتية، و ينمي “حساباتهم البنكية” عن طريق تلقي رشاوى مقابل تمرير هذه الصفقات.و قد تأكد اليوم للعموم، بأن نظام “البوانتاج” و الأبواب الإلكترونية، و نظام “أجي بي إس”، و كاميرات المراقبة المنتشرة في كافة مرافق الشركة، هي مشاريع “فاشلة”، و من يتحمل المسؤولية المباشرة عن الدفاع عنها لدى الرئيس المدير العام، ليس سوى حشلاف، الذي لم يلتحق بمقر عمله منذ الجمعة الماضية.
لقد تأكد جميع العاملين في شركة لعرايشي أنهم يشتغلون في سجن و ليس في مؤسسة إعلامية، و لقد تحسر عدد منهم على عصرها الذهبي، و سجلوا أن هذا الوضع لم يكن حتى في فترة سنوات الاستعمار و فترة إشراف الداخلية على الإعلام. قيل بحكمة و لايزال يقال عند المقارنة بين أطريشة و لعرايشي: ما تبدل صاحبك غير بألي أكرف منو”..