الرباط
طلب قضاة لجنة الحسابات التابعين لجطو من عبد الإله الحليمي، مدير قناة السادسة، أأن ينجز تقريرا شاملا حول الانتاجات القناة القرآنية منذ سنة 2014، لكنه وجد نفسه في ورطة لعدم توفره على هذه التقارير و لم يسبق لمن بلغوا المنصب نفسه أن أنجزوا تقارير مشابهة، فالقناة عرفت تغييرات في بداية سنة 2016، أهمها إقالة مدير القنوات القرآنية، ادريس الحيان، في ما يشبه عملية تخلص سريع من الرجل، بالرغم من أنه نجح في إحداث تحول في القناة و رفع من نسب مشاهدتها، و هذا راجع لكفاءته و خبرته في مجالي الإنتاج و الإخراج.و بعد ذلك قام الحليمي بإقالة خالد الزروالي من رئاسة البرمجة للقناة، و هو الذي اشتغل كذلك بتفاني و كان يبقى في مكتبه حتى آخر ساعة حرصا منه على البرمجة السليمة للقناة، غير أن أطرافا كانت لها مصلحة في إقالته، رغبة في الإستفراد بالقرار داخل القناة.
نعود إلى التقرير و نكشف عددا من الوقائع الصادمة التي إن حدثت في وؤسسة تحترم نفسها لتمت إقالة كل من له المسؤولية في ذلك:
- الحليمي ليس لديه اية معطيات أو ملفات تساعده على إنجاز هذا التقرير، و لا يتوفر حتى أرشيف برمجتها، لأن الرئيس السابق قبل مغادرته أفرغ حاسوب مكتب المدير من كل المعطيات، و نقل معه كل المعطيات في أقراص تخزين المعطيات الرقمية، و احتفظ بها لنفسه، و هكذا وجدت القناة نفسها من دون أية معطيات مدونة، أو أرشيف يؤرخ لمراحل البرمجة.أمام هذا الطارئ حاول الحليمي الاتصال بخالد الزروالي،، لكنه فشل في المهمة، لسبب بسيط هو أن هذا الأخير لن ينسى ما فعله معه لحليمي، و حينما أتيحت الفرصة لخالد الزروالي سيقوم برد الاعتبار لنفسه، و رفع قليل من الضرر الذي أصابه من مؤامرات لحليمي و بونوار و حشلاف، فهم جميعا قاموا بتأليف مسرحية حوله، و احسنوا عرضها على فيصل العرايشي بكثير من “الخبث”، فقرر أخيرا إقالته.حشلاف كان له خلاف مع ادريس الحيان، و بونوار من جانبه، كان له خلاف مع خالد الزروالي الذي كان ينافسه في منصب رئيس القطاع القناة، و لحد الآن لازال يتمنى الوصول إليه بأية طريقة كانت، و لو كلفه ذلك تنفيذ التآمر مع حشلاف لضرب الحليمي الذي يضع فيه ثقته الكاملة.هذا الأخير يجهل طريقة تسيير القناة بمفرده و دون أداة البرمجة و الانتاج، و قد بقي دوره محصورا فقط في تنفيذ ما يتلقاه من تعليمات مصدرها مدير ديوان العرايشي السابق و وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية، فأصبح بونوار يعقد لقاءات ثنائية مع حشلاف، و يمده من خلالها بتقارير حول ما يجري في كواليس القناة، طامحا في أن إيهام حشلاف أنه هو من يقوم بكل شيء في القناة، أما المدير فلا يستطيع أن يصدر قرارا دون العودة إليه، و كل ذلك من أجل أن يقتنع حشلاف بأن بونوار هو الذي يستحق منصب رئيس القطاع، و أن من يقف حاجزا دون ذلك ليس سوى مديره الحليمي.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن و بشكل ملح:كيف لقناة السادسة و هي الوحيدة التي تمثل الحقل الإعلامي الديني في المغرب أن تسير دون أية خطة عمل منظمة؟و كيف بقناة لا تحتفظ بكامل أعمالها الإنتاجية في حواسيب و سجلات خاصة، تضم مراحل الانتاج و كذا البرمجة؟ و هل هذا المدير يحترم دفتر تحملات القناة الذي يتلخص في :
يجب أن تخصص القناة للقرآن الكريم و الحديث النبوي نسبة 25% من مدة الشبكة المرجعية.
و تساهم “السادسة” في الإنتاج الوطني بما يلي:
*8 مسرحيات؛
*2 سلسلتبن دينيتين؛
*التظاهرات و المسابقات الدينية، الوطنية و الدولية المنظمة داخل بلادنا، بتنسيق مع الهيئات المعنية؛
*برامج أسبوعية و شهرية للأطفال، تهدف إلى ترسيخ القيم الدينية و تقويم السلوك؛
برنامج يوميا لمحاربة الأمية.
و تلتزم “السادسة” بإعداد وصلات للإشهار الذاتي يومية تبث عليها و على مختلف خدمات الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة، و ذلك بتنسيق مع المصالح المعنية..
هذا ما هو مطلوب من قناة السادسة في السنة و التي لا تحترمه على الاطلاق. فأين هي المسرحيات الدينية و برامج الاطفال و مسلسلات الدينية، لا شيء من هذا يقوم بإنجازه المدير الحليمي، و حتى مجلة السادسة التي كانت تعطي نفسًا لإشعاع القناة و ترفع من نسب مشاهدتها تم حذفها، و منذ تولي الحليمي المسؤولية تراجعت القناة، و تدنت نسب المشاهدة بعدما احتلت المرتبة الأولى في عهد ادريس الحيان بنسبة ب18,09 %، و الصادم أن أنه لا يقوم باختصاصاته كمدير مسؤول، إذ يتحكم بونوار في الانتاج و التسيير، و في التغطيات، و يتحكم الجديلي في البرمجة و البث و مصلحة مراقبة البرامج، بينما القناة لا تعرف سوى إعادة البرامج، و بعض منها تم حذفه كبرنامج “علماء يتذكرون”، و “مجلة السادسة”، أضف إلى ذلك تخبط القناة في العشوائية. و بعد هذا كله يتضح تضح أن سياسة العرايشي لا تقوم سوى على قيادة سياسة “تقسيم الكعكة”، و تنصيب مدراء فشلوا في أبسط المهام المهنية، و ليس سرا أنهم يمكنونه في المقابل من المقابل الذي هو ليس سوى التوقيع على الميزانيات باسم القنوات التابعة لهم، كما كان يفعل سابقا مع ماريا لطيفي، و التي كانت توقع عقد برنامج “سنابل”، الذي كان يبث في القناة الاولى و لكنه يؤدى من ميزانية القناة “الثقافية”..، فمتى سيحل الزلزال الاعلامي بدار لبريهي ليخلص الجميع من هذه البؤرة الواسعة و العميقة من الفساد؟؟و لماذا لا تقوم لجنة الحسابات التابعة لقضاة جطوا بمراقبة حسابات العرايشي ليتعرفوا عن قرب على حجم ثروته المالية بعد 18 سنة من وجوده على رأس الإذاعة و التلفزة المغربي؟