إبراهيم حركي
لم يكد يمر شهران على مؤتمر حزب الاستقلال 17 الذي انتخب قيادة جديدة بزعامة نزار بركة، حفيد علال الفاسي، بعد فوزه الكاسح على حميد شباط السياسي، الذي أثار الكثير من الجدل، و الذي لم يستسلم إلى آخر رمق، حتى خرج الأمين العام الجديد على عموم المغاربة مساء يومه الثلاثاء من خلال القناة الرسمية الأولى ضيفا على التيجيني، خروجا لم يلق التقييم الإيجابي المتوخى من ورائه.
و في هذا الصدد علق عدد كبير من النشطاء في الفيسبوك على مرور بركة عبر بلاطو التيجيني، رفقة حشد عرمرم من الاستقلاليين لإظهار القوة و التآزر، على كونه لقاء فاشلا بكل المقاييس، نظرا لكون المحاور لم يقدم أي رأي جديد أوموقف واضح او اي رسالة مهمة خلال مروره على القناة الوطنية الأولى، و بدا للبعض مجرد موظف عمومي سامي و مسؤول إداري حذر يمارس واجب التحفظ و يخاف من الآراء السياسية، حسب التعليقات.
و رأى بعض المعلقين في شبكة التواصل الاجتماعي “الفيسبوك”، أن الخروج الإعلامي للقادة السياسيين من خلال هذه البرامج الكبرى “إنما يهدف السياسي من ورائه إلى إيصال رسائل واضحة و متميزة و قوية بدل استعمال لغة الخشب و الدبلوماسية المبالغ فيها في إبداء الرأي”. و أضاف بعضهم أن نزار لم يتمكن من ملئ الفراغ بعد شباط، و لم يستطع توضيح مواقفه و مواقف حزبه الجديدة.
و استشهد رواد الفيسبوك المهتمون بالموضوع، بعدم وضوح أجوبة نزار بركة على جميع أسئلة التيجيني، خصوصا موقفه من حكومة بنكيران، من قضايا التعليم و اختلالاتها الكبرى؛ الزلزال السياسي الأخير و موقفه من الأحزاب و الوزراء المعزولون أو الذين تبلغوا بعدم رضى الملك… و غيرها من المواضيع ظهر فيها الزعيم الاستقلالي الجديد مرتبكا و غير مستعد بما يكفي، بل “أظهر نوعا من الضعف في المخاطبة و التحاور كزعيم حزب كبير، و ظهر كمجرد موظف عمومي غير مسيس بما يكفي الشيء الذي يقوي أطروحة وجوده في حالة ضعف أمام حمدي ولد الرشيد الرجل القوي الحقيقي في التنظيم”، حسب بعض التعليقات.