إبراهيم حركي
أكد مصدر مطلع، أن الصراعات اشتدت بين حزبي الأصالة و المعاصرة و التجمع الوطني للأحرار، و تحديدا مع عزيز أخنوش وزير الفلاحة و الصيد البحري، و بلغت حد الشروع في تصفية الكثير من الحسابات السياسية و الإقتصادية بين كبار قياديي الحزبين، خصوصا داخل المؤسسة البرلمانية.
و كشف المصدر نفسه، وجود تيار قوي داخل حزب التجمع الوطني للأحرار يقوده الوزير الملياردير مولاي حفيظ العلمي، الذي لم يعد يتوانى في إعلان ولاءه لإلياس العماري الذي كان وراء استوزاره ضمن التشكيلة الحكومية لعبد الاله بنكيران.
و بلغت درجة الصراع بين عزيز أخنوش و إلياس العماري، حد تحريك الأخير للهواتف، مطالبا رئيس الفريق البرلماني للبام بمجلس المستشارين، عزيز بنعزوز، ببرمجة سؤالين موجهين لعزيز أخنوش بصفته وزير الفلاحة، حول إجراءات مواجهة الجفاف و خروقات الصيد البحري، بهدف إحراجه أمام الرأي العام، لكون الجلسة البرلمانية كانت منقولة على المباشر. و حسب المصدر ذاته، فإن هذا قد حدث بالرغم من أن زعيم البام أخذ علما من قبل رئيس الغرفة الثانية حكيم بنشماش، بأن المجلس توصل بكتاب من مصطفى الخلفي، وزير العلاقات مع البرلمان و المجتمع المدني، يفيد باعتذار أخنوش عن حضور الجلسة البرلمانية، بسبب حضوره لنشاط رسمي في مدينة وزان.
و كشف المصدر نفسه، أن إلياس العماري وجه العربي المحرشي، رئيس المجلس الإقليمي لوزان، من خلال مكالمة هاتفية أجراها من فرنسا، بعدم حضور نشاط عزيز أخنوش المتعلق بافتتاح معرض للزيتون بالإقليم.
و تأتي التحركات الأخيرة لزعيم البام، تجاه حزب التجمع الوطني للأحرار، في الوقت الذي لم يستجب فيه عزيز أخنوش لدعوة إلياس العماري لحضور حفل زفاف نجله ناجي، الذي أقامه في الدارالبيضاء، و تسلم فيه هدية عبارة عن سيارة فاخرة من نوع BMW، قيمتها 50 مليون سنتيم، قدمها الوزير المليارير مولاي حفيظ العلمي لنجل إلياس العماري، إذ سلمه مفتاحا في ظرف مغلق خلال حفل الزفاف، و ظرف يحتوي على مبلغ مالي كبير، و ذلك كرد للجميل على استوزاره، و هو الحفل الذي تغيب عنه أخنوش رغم توصله بدعوة الحضور.
و ختم المصدر أن إلياس العماري يرفع من إيقاع المواجهة مع أخنوش من خلال استعماله للمؤسسات الرسمية و الجناح الموالي له داخل حزب الحمامة، محاولا اضعافه أمام الجهات العليا و إعطاء الانطباع بكونه الرجل الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه في مهمة ضبط المشهد الحزبي و السياسي بالمغرب، و لم يستبعد المصدر أن تكون قصة مطاردة سماكي الحسيمة التي نتج عنها وفاة محسن فكري عشية انتخاب رئيس جديد للتجمع الوطني للأحرار و كانت شرارة انطلاق احتجاجات خطيرة النتائج، أن تكون إحدى فصول هذا الصراع، و هدفها إبراز ضعف أخنوش كوزير للصيد البحري في ضبط القطاع و مواجهة المطالب الاحتجاجية، و توجيه الاعلام نحو لوبيات الصيد في أعالي البحار.