محمد راضي الليلي
مثلكم كنت أصدق أنهم يحملون هم الدفاع عن “مغربية الصحراء”، و أنهم يبذلون جهودا “خارقة” لينالوا من “عدوهم”، و أنهم يمضون وقتهم في المناورة و البحث عن إحداث اختراق في جولات المفاوضات الأممية بين المغرب و البوليساريو في منهاست الأمريكية، و أن الامر قد يتطلب منهم “المساكين” أن يصلوا النهار بالليل، لعلهم ينهوا مأساة شتات إخوتهم و أبناء عمومتهم في المخيمات و خارجها، قبل أن اكتشف، بشكل صادم، أن بعضا من أبناء جلدتنا، اعضاء الوفد المغربي في إحدى جولات التفاوض، قد سارعوا الى استعارة هاتف مسؤول مغربي كي يتصلوا ببنات ليل ينتمين إلى إحدى دول ما كان يعرف ب”اوربا الشرقية”..تم الأمر فعلا، و جرى استقدامهن الى غرف احد الفنادق الفخمة بنيويورك الأمريكية، و ناموا في أحضانهن، مستغلين مغادرة ياسين عائدا الى الرباط سويعات قليلة عقب نهاية الجولة.و لا يستبعد ان تكون بعضهن عميلات أجهزة إستخبارات دولية، سيحصلون دون جهد يذكر، على معلومات ليست في حوزة من أشر في الرباط على مشاركتهم ضمن الوفد المغربي.حدث هذا، بينما نساء و أطفال و شيوخ، قضوا و لا يزالون، الليلة ذاتها و ليال لا معدودة، تحت خيام أو في بيوت طينية، أو في مراكز مراقبة على الحدود، في انتظار استقلال الصحراء الغربية. مفارقة عجيبة حقا تجعلك تغير الحسابات عن قناعة بعد أن تدرك أن عهر الضمير لا حدود له أحيانا. ملاحظة:كشف الأسماء المعنية بالتدوينة، مع أسرار أخرى عن المفاوضات سيتم في الوقت المناسب، إن تطلب الأمر ذلك.