أطلق عزيز اخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للاحرار، آخر رصاصة في المسار السياسي لمنصف بلخياط، عضو المكتب السياسي، و رجل الأعمال المثير للجدل، و ذلك حينما قرر أن لا يلتحق «خوكم منصف» بالمنصة الرسمية للمؤتمر الجهوي للحزب الذي اختتمت أشغاله عشية السبت 27 يناير 2018 بالدار البيضاء.
إلى ذلك علمنا من مصدر موثوق أن عزيز اخنوش شدد في تعليماته التي وجهها إلى محمد بوسعيد وزير المالية، و المنسق الجهوي للحزب بجهة الدار البيضاء الكبرى، (شدد) على عدم إشراك منصف بلخياط في أي من تدابير و ترتيبات المؤتمر الجهوي، سواء المادية أو اللوجيستية، و أن لا تخصص له كوطا من المؤتمرين، إضافة إلى عدم إدراج كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المذكور، مع منعه تقديم تصريح للاعلام الرسمي للحزب على هامش ذلك الحدث التنظيمي.
محمد
بوسعيد، من جهته، حرص على تفادي التواصل المباشر مع “المغضوب عليه” حتى لا يضطر إلى إبلاغه سخط رئيس الحزب عليه، و هو ما قد يفرز تداعيات هو في غنى عنها. إلا أن منصف التقط الاشارة، يقول أحد مقربيه بالدار البيضاء، حيث أسر له بالقول: «هادي هي السياسة و أنا أتفهم مواقف الرئيس تجاهي، فهو رجل أعمال و يشتغل في الحزب بمنطق مول الشكارة، بمعنى أنه يعتبر أن من يختلف معه في الرأي منافسا و خصما يجب إبعاده بكل الطرق عن طريقه».
على مستوى آخر، لاحظ عدد ممن تتبع أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي للاحرار بالدار البيضاء أن جل أعضاء المكتب السياسي حاولوا تفادي إطالة الحديث أو الجلوس إلى جانب منصف بلخياط، و هو ما فُهِم منه تنفيذ حرفي لتعليمات صارمة صادرة عن عزيز اخنوش، و هي التصرفات التي حاول بلخياط امتصاص تداعياتها إلى درجة أنه قام بموقف طريف حيث ضحك بصوت مرتفع مرددا عبارة «كولشي ديال الله»، و هي العبارة التي خلقت جوا من الكوميديا بين عشرات المؤتمرين الذين تفاعلوا معها ب”الضحك” و الاشادة.