نيويورك (6 يوليو 2018)
كاتبت جبهة البوليساريو، من خلال بعثتها لدى الأمم المتحدة، كل من الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيرش، والمندوب الدائم للسويد لدى الأمم المتحدة، السيد أولوف سكوج، بصفته الرئيس الدوري لمجلس الأمن لهذا الشهر، و ذلك لاطلاعهما حول موقف السلطات الصحراوية بشأن الآلية الجديدة التي أنشأها الاتحاد الأفريقي حول الصحراء الغربية بموجب قراره المُتخذ في الدورة العادية الواحدة والثلاثين لمؤتمر رؤساء دول و حكومات الاتحاد الأفريقي المنعقدة مؤخرا بالعاصمة الموريتانية نواكشوط.
و ذكرت الرسالة في مستهلها بالمرجعية التاريخية والقانونية لموقف الاتحاد الأفريقي من القضية الصحراوية. وفي هذا السياق، أكدت على أن الاتحاد الأفريقي، باعتباره خلفا لمنظمة الوحدة الأفريقية، ظل ملتزماً دائما و بقوة بمسألة تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، منذ أن قامت منظمة الوحدة الأفريقية بإعادة تفعيل عملية السلام في الصحراء الغربية في أعقاب اتخاذها للقرار 104 في عام 1983، و هو القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1984 و 1985 و كان له دور أساسي في وضع الأسس لكافة جهود الأمم المتحدة اللاحقة الرامية إلى إيجاد حل للصراع. و بالتالي، تضيف الرسالة، فإن الاتحاد الأفريقي يعمل فيما يتعلق بالصحراء الغربية ليس فقط في إطار مسؤولياته عن تعزيز السلم و الأمن و الاستقرار في القارة وفقا لميثاق الأمم المتحدة و القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي الذي تنص مادته الرابعة (ه) على “التسوية السلمية للنزاعات بين الدول الأعضاء في الاتحاد بوسائل مناسبة يقررها المؤتمر”، إذ أن الاتحاد الأفريقي يظل أيضاً شريكا كاملا للأمم المتحدة و الضامن لتنفيذ خطة التسوية للأمم المتحدة و منظمة الوحدة الأفريقية لعام 1991، و التي قبلها الطرفان، جبهة البوليساريو والمغرب، و صادق عليها كل من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
و في هذا السياق تؤكد الرسالة كذلك على أن الاتحاد الأفريقي، و اضطلاعاً منه بمسؤولياته عن السلم والأمن في أفريقيا، يتعاون بشكل وثيق مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في جميع المسائل المتعلقة بالسلام و الأمن في القارة. و يأتي اتخاذ الاتحاد الأفريقي لقراره بتأسيس آلية إفريقية خاصة بالصحراء الغربية كخطوة مهمة في هذا الإطار و التي من خلالها سيقدم الاتحاد الأفريقي مساهمته الهامة و التي لا غنى عنها في عملية السلام في الصحراء الغربية من خلال تقديم الدعم الفعال للجهود التي تقودها الأمم المتحدة بهذا الخصوص.
و أبرزت الرسالة بشكل خاص ترحيب السلطات الصحراوية بالقرار التاريخي الذي أتٌخذ بالإجماع من قبل الاتحاد الأفريقي بشأن إنشاء آلية إفريقية خاصة بمسألة الصحراء الغربية، مبرزة أنه يعكس بالفعل قلق الاتحاد الأفريقي العميق بشأن التأخير غير المبرر في عملية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية كدولة عضو في الاتحاد الأفريقي.
و بحسب الرسالة، فإن هذا القرار يمثل مبادرة استباقية تهدف إلى تفعيل التزام الاتحاد الأفريقي بالمساهمة بشكل جوهري في البحث عن حل سلمي و عادل ودائم للنزاع بين الجمهورية الصحراوية و المملكة المغربية تماشياً مع القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي و قرارات منظمة الوحدة الأفريقية و الاتحاد الأفريقي و قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
كما يعتبر القرار، تضيف الرسالة، خطوة مهمة في ضوء تحدي المغرب المستمر لقرارات الاتحاد الأفريقي و محاولاته المستمرة و المتعمدة لتقويض الدور الذي لا غنى عنه للاتحاد الأفريقي تجاه عملية السلام في آخر مستعمرة إفريقية، والذي تجلى، ضمن أمور أخرى، في رفض المغرب السماح لبعثة مراقبي الاتحاد الأفريقي بالعودة إلى الإقليم و استئناف تعاونها مع بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية.
و في الختام، أكدت الرسالة من جديد على استعداد السلطات الصحراوية لإجراء مفاوضات مباشرة مع المغرب، ومن دون شروط مسبقة وبحسن نية، تماشياً مع قرارات مجلس الأمن و قرارات الاتحاد الأفريقي ذات الصلة. و في هذا الصدد، تؤكد السلطات الصحراوية من جديد التزامهما القوي بالتعاون الكامل مع الجهود التي يبذلها كل من الأمين العام للأمم المتحدة و مبعوثه الشخصي للصحراء الغربية، السيد هورست كولر، و مؤسسات الاتحاد الأفريقي ذات الصلة، بما في ذلك على وجه الخصوص الآلية التي أنشئت حديثًا، بهدف التوصل إلى نهاية سريعة لعملية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
منقول