العيون/الصحراء الغربية
في الجزء الثاني من كتابات أحد الموظفين الصحراويين بفوسبوكراع، الذي قرر كشف حقائق يجهلها العالم و الرأي العام حول ما يقع داخل هذه الشركة التي تستنزف ثروات الصحراء الغربية.
ننشر لكم هذا المقال بعنوان “فوسبوكراع وكر الفساد المالي: ميزانية سنة تنفذ في ظرف شهر واحد ” بعدما نشرنا سابقا “فوس بوكراع: مدير الموارد البشرية يصفي حساباته مع العمال الصحراويين قبل مغادرته العاصمة المحتلة ” :
في الوقت الذي تعمل لجان أوروبية على التقصي لمعرفة مدى إستفادة الصحراويين من عائدات خيراتهم الطبيعية، تعيش شركة فوسبوكراع على وقع فساد مالي كبير، بعيدا عن أعين لجان التقصي، المستفيد الأول منه هم المستوطنون من العمال المغاربة.
فالحقيقة التي يبحث عنها المنتظم الدولي ظلت مرتبطة باتفاق الصيد البحري فقط، في حين تمارس سياسة عنصرية ممنهجة جديدة ضد العمال الصحراويين بطلها الأول المدير الجهوي الجديد، الذي إستطاع في فترة وجيزة، كما وعد بذلك، تحويل فوسبوكراع إلى إحدى ضيعات مكناس الفلاحية، يتقاسم ثمارها مع مهندس هذه السياسة الإقصائية، إبن بلدته، مدير الموارد البشرية المدعو “حسان مقسط حسان“.
من بين هذه الحقائق التي تمر بسلاسة، و دون عناء يذكر، صفقات المشاريع و الرحلات. سنترك الحديث عن المشاريع و كيفية تمرير الصفقات و طبيعة الأشخاص المستفيدين منها إلى المقال اللاحق، و سنركز على أبسط نماذج هذا الفساد، و هي صفقات الرحلات، و التي تذر ملايين الدراهم سنويا، على وكالات يتواطئ معها مدير الموارد البشرية “مقسط حسان”. على سبيل المثال، وكالة واحدة فقط، للاسفار تسمى “بالم سكن”، (Palm Sakan)، حصلت هذه السنة على مبلغ ثمانية ملايين درهم أي ما يعادل (800 ألف يورو)، كعائد سنوي عن صفقة الرحلات الإستجمامية بمباركة من المدير الجهوي الذي يتقاسم الكعكة مع ابن بلدته، طبعا.
و للإشارة فقط، من حق أي عامل في فوسبوكراع أن يستفيد من برنامج الرحلات التي تخصصه الشركة لفائدة عمالها، لكن التوقيت الذي فرضه مدير الموارد البشرية المدعو “مقسط حسان”، يقصي العمال الصحراويين من الإستفادة من عائدات خيراتهم. حيث يعمد إلى تقليص الفترة المخصصة لذلك و التي تبدأ من شهر فبراير/شباط إلى شهر ديسمبر/كانون الأول، إلى شهر واحد فقط، أي ما بين شهر يوليو/ تموز، إلى شهر أغسطس/آب، و هي الفترة التي يستفيد منها العمال المنتمون إلى فئة المستوطنين المغاربة فقط.
للإشارة فقط، عند إستفسار العمال الصحراويين لدى الإدارة عن إمكانية الإستفادة من برنامج الرحلات، يكون جواب إدارة فوسبوكراع بأن الميزانية المخصصة قد نفذت.
ويبقى التساؤل المطروح : كيف لميزانية كانت تكفي لمدة سنة كاملة ان تنفذ في ظرف شهر واحد فقط؟.
المصدر: شبكة نشطاء “بتصرف”