قذافي الثراء….قذافي الموت كالجردان

2٬489 مشاهدة
غير معروف

قذافي الثراء….قذافي الموت كالجردان

كلفت في 26 مارس من عام 2010 بتغطية مشاركة الأمير المغربي رشيد في القمة العربية بسرت الليبية.وصلنا نحن فريق العمل التابع للقناة الأولى عبر رحلة من جوية انطلقت من الدار البيضاء نحو طرابلس، و منها عبر طائرة أيرباص حديثة الصنع إلى سرت، مسقط راس القذافي. في مطار معيتيقة الخاص بطرابلس كانت طائرات الإيرباص تقلع كلما استوفت حمولتها البشرية كما هو حال حافلات أيت مزال بمحطة اولاد زيان البيضاوية.أتذكر إجراءات السلامة الهشة جدا عند الصعود إلى الطائرة، و أتذكر جيدا مقاعدها الجلدية الفاخرة ذات اللون الأخضر، و أتذكر طيرانها على مسافة منخفضة لأن الرحلة لا تستغرق سوى نحو 35 دقيقة.عند الوصول تم نقلنا إلى حي سكني مطل على الشاطئ، و جرى وضع أعضاء الفريق الثلاثة في شقة واحدة علما أن كل منزل الحي جرى إستئجارها بتعليمات من القذافي، و تأثيثها بالكامل، و تعبئة ثلاجاتها المنزلية بما لذ و طاب من المأكولات، أضف إلى ذلك انه عند كل سرير بغرف المنزل توجد المستلزمات بما فيها فرشاة و معجون الأسنان. عند مغادرة المنزل من أجل تناول الوجبات الغذائية تحار في الإختيار بين مموني الحفلات الذين زرعوا في قلب و أجزاء الحي السكني الخاص بالوفود العربية المشاركة.كان غالبية من التيقتهم مستخدمين في تلك الأماكن من جنسية مغربية، و حينما تحسم في الإختيار بين خيم التغذية تحار كذلك في إختيار ما لذ و طاب من المأكولات المتنوعة.و أنت تعبر بين أزقة الحي تصادفك كميات ضخمة من الفواكه و قد وضعت على شكل اكوام ترابية، إذ يمكنك أن تتناول ما شئت منها أو تحمل بعض منها إلى حيث إقامتك. لضمان تنقل الوفود، إقتنى القذافي الآف السيارات اليابانية، و وضعها تحت تصرف المشاركين، و من أشرفوا على تنفيذ الصفقة تعمدوا الإبقاء على كراسيها ملفوفة بالبلاستيك ليتأكد الراكب أن السيارة الحديثة.لم يكن ممكنا للقذافي فعل ذلك لو إعتمد على ما توصل به من ميزانية الجامعة العربية، و لذلك أنفق من أموال الليبيين ما يعادل ميزانية الجامعة العربية، و يبدو ذلك جليا في جودة تغذية الوفود الرسمية التي أشرف عليها ممون تركي إستطاع إقناع الآف من الوافدين على جناحه بانه الأفضل، و أن إختياره للمهمة لم يكن صدفة. و لأن شر التلفزيونات الوطنية مأمون، و لأن شر التلفزيونات المستقلة بين قوسين غير مأمون، فقد عمد القذافي إلى إصدار تعليماته بإستئجار سفينة تركية ضخمة و الإبقاء عليها راسية على شواطئ سرت حتى نهاية القمة.فكرة ذكية من زعيم عربي كان يعرف كيف يراوغ الصحافة المشاكسة أو كيف يشتري منها الذي يشترى، غير أنه في هذه المرة ملزم بوضع الصحافة العربية و الدولية غير المأمونة العواقب في سفينته التركية المستأجرة ليلا، و في الصباح يقود من قرر إعتقالهم ليلا في البحر نحو أسوار القمة، و هناك يعتقلهم طوال اليوم تحت أعين مخابراته و مخابرات الدولة المشاركة في القمة. في النهاية، لم يكن القذافي يعلم بعد كل ذلك أنهم سيستخرج من قنوات الصرف الصحي على مشارف سرت، و لم يكن يعلم أن نهايته كانت في موطن مولده.. كن فيكن يا حكام الإستبداد محمد راضي الليلي-صحافي لاجئ من ظلم مملكة محمد السادس

2019-04-11
bank populaire