الدكتور المعطي منجب
في ظرف أقل من أسبوع مُنعت من إلقاء محاضرتين، الأولى بالبيضاء في مؤسسة جامعية خاصة وكان موضوعها تاريخ الدولة المغربية والثانية بمراكش وكانت باللغة الفرنسية وموجهة لعدة عشرات من النشطاء المدنيين الافارقة والشباب المثقف من جنوب الصحراء في إطار جامعة صيفية وكان عنوان تدخلي Développement politique et système national d’intégrité en Afrique.
كيف يمكن للنظام المغربي أن يقنع، بعد هذا، هؤلاء الشباب الأفارقة بأنه بلد الحريات الصاعد وانه يدبر بطريقة ديمقراطية كل قضاياه الكبري، لما يروا ان باحثا مغربيا يُمنع من الكلام عن موضوع لاعلاقة له بالمغرب وفي مراكش عاصمة الانفتاح على افريقيا والعالم؟
إنه لما يتم منعي بهذه الطريقة في الغالب الأعم لا اخبر الرأي العام به وذلك لتفادي الإحراج الذي يسببه ذلك لمن يبادر إلى دعوتي بكرم وثانيا لأن ذلك يُظهر للعموم انه غير مرغوب في فتمارس المؤسسات الرقابة الاستباقية اتجاهي.
و لكن الآن ونحن نتجه نحو نهاية السنة الجامعية ارتأيت انه من واجبي أن اخبر كل اصدقائي والرأي العام اني قضيت سنة دراسية صعبة_جدا. فبشكل استثنائي مُنعت من كثير من حقوقي كأستاذ باحث، حيث اضطررت ان اتوجه لمؤسسة جامعية غير المؤسسة التي اشتغل بها لأحصل على قاعة للتدريس فكنت اصطحب كل درس طلبتي الى هاته المؤسسة بالغة الكرم لألتجيء لإحدى قاعاتها …
كما أني مُنعت من #سبعة محاضرات او تدخلات دُعيت اليها هذه السنة بأرجاء المغرب بما في ذلك من لدن مدرسة عليا للتدبير بمراكش في شهر دجنبر الماضي رغم ان هذه المدرسة كانت قد قاومت في السابق محاولة منعي و استطعت تقديم تدخلي بها في فرعها بالبيضاء. كذلك لازالت الى اليوم الكتابة العامة لوزارة التعليم تعتبر أني متغيب عن عملي منذ 11 فبراير فتكاتب كل شهر المؤسسة التي اشتغل بها لتخبر هم بطريقة غريبة بأني متغيب بينما الادارة وزملائي من الموظفين والاساتذة يرونني هناك بطريقة منتظمة…
هذا زيادة على المتابعة اللصيقة لي من حين لآخر وخصوصا لما أنشر مقالا يعتبره النظام منتقدا له او لما اقوم بأي مبادرة لا تروقه… كما انهم يتصلون بكثير من الصحف ووسائل الاعلام بما فيها الأجنبية لثنيها عن الاتصال من جديد بي. كذلك الإدارة – وبضغط من الفوق- ترفض دون تبرير الترخيص لي بالمشاركة في الندوات خارج المغرب…
فماذا يريدون مني؟. اُمنع بالداخل وبالخا رج من الكلام والعمل وفي نفس الوقت تتابع صحف_المخابرات حملتها بأني موظف شبح كما يفعل موقع برلمان_كوم (وهذا شيء طبيعي فمديره ومؤسسه والي سابق بوزارة الداخلية) و الأحداث_المغربية وغيرهما كثير، بل إن صحفيا كحميد زايد وسمني بأستاذ الكرسي الطائر لأني حسبه لا أنزل من طائرة الا لأركب اخرى فتبا للكاذبين والمخبرين. تخيلوا كما قلت في ابريل السابق: طالب تغيب عندي مرة واحدة فخرج الخبر في ثلاثة صحف ورقية وعلى الصفحة الأولى، وكان من بين هاته الصحف الأحداث المغربية. قد يتساءل متسائل ولماذا الحديث عن غياب طالب، فقط ليشعروني اني متابع وانهم يرصدون كل حركاتي وسكناتي …حتى اغادر المغرب. المشكل هو اني احب المغرب لاني عانيت من المنفى السابق بشكل رهيب وافضل هاته المحنة بالمغرب على محنة الغربة الكئيبة.
وفي الاخير أؤكد وأعاهد اصدقائي: سأتابع بكل هدوء واعتدال التعبير عن قناعاتي الاكاديمية فيما يخص الاشتغال السلطوي واللادستوري للنظام المغربي فهذا مجال اهتمامي الجامعي ولايمكن ان اجامل فيه أحد، كما سأتابع التعبير عن رأيي كمواطن وكحقوقي في كل مايتعلق بالمس بحقوق الانسان ببلادي وخصوصا حرية_التعبير فهي أم الحريات، ف حميد_المهداوي معتقل ظلما وعدوانا لأنه انتقد الأقوياء المتسلطين و الزفزافي ورفاقه يؤدون ثمن جرأتهم في مواجهة النظام واتهامهم له بالاستبداد والفساد و #بوعشرين معتقل تعسفا كما قالت الأمم المتحدة والمغرب عضو فيها… وفي الحقيقة النظام_المغربي مازال كيمارس السياسة التالية: لي_دوى_يرعف وعندنا الإعلام نحرشوه عليك وشكون غادي يتيق انك مظلوم؟!!… كل هاد الشي باش يفرض المقولة التالية : راه المخزن ماكيتغلبش. الهدف هو باش كلولشي_يبقى_خايف. هاد الناس كينساو راه الظلم في الاخير كيتغلب، ورا مادام عمق البشر، عمق الإنسان خيِّر راه الخير هو اللي في الأخير كيغلب. وبيننا الزمان. و دروس التاريخ شاهدة على ذلك.