صنفت جبهة البوليساريو صمت الامم المتحدة ومجلس الامن تجاه ما تتعرض له المناضلة الصحراوية سلطانة خيا وعائلتها في خانة التواطئ, لوقوفها موقف المتفرج مما يرتكب من أعمال إجرامية وبشعة بشكل يومي من طرف دولة الاحتلال المغربية ضد العائلة المذكورة , وضد النشطاء الصحراويين العزل والمدافعين عن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية.
واكدت في رسالة بعث بها رئيس الجمهورية الامين العام لجبهة البوليساريو ابراهيم الى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس امس الجمعة, أنه لن يكون من الممكن أبداً قيام أي عملية سلام ما دامت دولة الاحتلال المغربية مستمرة في أعمالها الرهيبة, وحربها الانتقامية ضد المدنيين الصحراويين والناشطين في مجال حقوق الإنسان، بالإضافة إلى محاولاتها فرض الأمر الواقع بالقوة في الإقليم المحتل.
وفي ما يلي نص الرسالة :
السيد الأمين العام،
أكتب إليكم بإلحاح وقلق كبيرين لأوجه انتباهكم وانتباه أعضاء مجلس الأمن إلى الحالة الخطيرة للغاية للناشطة في مجال حقوق الإنسان سلطانة سيد إبراهيم خيا وعائلتها في مدينة بوجدور في أراضي الصحراء الغربية الواقعة تحت الاحتلال المغربي غير الشرعي.
ووفقاً لآخر المعلومات والتقارير الواردة من عائلة سيد إبراهيم خيا، فقد أصيبت سلطانة سيد إبراهيم خيا وشقيقتها أم المؤمنين سيد إبراهيم خيا (بوطا) بفيروس كورونا على أيدي عناصر أمن دولة الاحتلال المغربية.
وحسبما أفادت به العائلة، فقد قامت مجموعة من عناصر الأمن المغاربة باقتحام منزل العائلة من جديد ونهب محتوياته في 22 أغسطس 2021. وخلال الهجوم، أمسك أحد رجال الأمن سلطانة بعنف ووضع قسراً خرقة على فمها وأنفها حتى كادت أن تختنق بسبب هذا العمل الوحشي. وبعد ذلك، بدأت سلطانة تشعر بالمرض مع ألم عضلي وضيق التنفس وأعراض أخرى مرتبطة بمرض فيروس كورونا. وتعاني شقيقتها أم المؤمنين سيد إبراهيم خيا (بوطا) من نفس الأعراض، ومن المرجح أن يكون أفراد آخرين من العائلة مصابين أيضا.
وكما استرعينا انتباهكم وانتباه أعضاء مجلس الأمن في رسائلنا السابقة (S/2021/162؛ S/2021/475; S/2021/698، من بين رسائل أخرى)، لا يزال منزل عائلة سيد إبراهيم خيا في
مدينة بوجادور المحتلة تحت حصار شديد منذ 19 نوفمبر 2020. كما نددنا بشدة باستمرار أعمال الترهيب التي يمارسها عناصر الأمن المغاربة ضد الناشطة الحقوقية سلطانة سيد إبراهيم خيا وعائلتها بسبب احتجاجهم السلمي ورفعهم للعلم الوطني للجمهورية الصحراوية يومياً فوق منزلهم.
السيد الأمين العام،
يخضع منزل عائلة سيد إبراهيم خيا "لحجر صحي" مفروض بالقوة ولقيود مشددة على حرية التنقل منذ 19 نوفمبر 2020. وبالتالي، فإن العناصر الوحيدة التي كثيراً ما تدخل بالقوة منزل العائلة هم عملاء أجهزة الأمن المغربية والبلطجية الذين ترعاهم الدولة الذين غالباً ما يسكبون ويرشون مواد كريهة الرائحة في جميع أنحاء المنزل مما يعرض العائلة عمداً لمخاطر صحية خطيرة. ولذلك فإنه ليس هناك أدنى شك في أن سلطات دولة الاحتلال المغربية هي من ارتكب مع سبق الإصرار هذا العمل الإجرامي الأخير ضد الناشطة الحقوقية سلطانة سيد إبراهيم خيا وأسرتها.
لقد قامت كذلك منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش ومنظمة مدافعي الخط الأمامي، من بين منظمات أخرى، بدق ناقوس الخطر بشأن وضع سلطانة سيد إبراهيم خيا وعائلتها وما يتعرضون له يومياً من أفظع أشكال العنف الجسدي والنفسي على أيدي عناصر الأمن المغاربة.
وعلاوة على ذلك، فإن وضع السجناء السياسيين الصحراويين، بمن فيهم مجموعة إكديم إيزيك، ما يزال يبعث على القلق البالغ بسبب الظروف اللاإنسانية والمهينة التي يعيشونها داخل سجون دولة الاحتلال المغربية مع حرمانهم من أبسط حقوقهم بما ذلك حقهم في الرعاية الطبية والزيارات العائلية.
ولذلك فإنه لا يمكن للأمانة العامة للأمم المتحدة ولمجلس الأمن أن يواصلا صمتهما المتواطئ والسلبي وأن يستمرا في اتخاذ موقف المتفرج في وجه الأعمال الإجرامية والبشعة التي ترتكبها يومياً دولة الاحتلال المغربية ضد النشطاء الصحراويين العزل والمدافعين عن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية.
السيد الأمين العام،
إن وضع سلطانة سيد إبراهيم خيا وعائلتها الذي ينطوي على تهديد على حياتهم يتفاقم ويزداد سوءا مع مرور كل يوم وهم يعانون من أشد عواقب مرض فيروس كورونا دون أي إمكانية للحصول على الرعاية الطبية الازمة بسبب الحصار المفروض على منزل العائلة من قبل سلطات دولة الاحتلال المغربية منذ 19 نوفمبر 2020. إن حياتهم تتعرض لخطر حقيقي ما لم يتم تدارك هذا الوضع على وجه السرعة.
لذلك ندعوكم وندعو مجلس الأمن إلى العمل على وجه السرعة لإنقاذ حياة سلطانة سيد إبراهيم خيا وعائلتها ولتوفير الحماية لجميع الناشطين الصحراويين الآخرين في مجال حقوق الإنسان والسجناء السياسيين الذين يقبعون في سجون دولة الاحتلال المغربية في ظروف يرثى لها.
وفي الختام، تؤكد جبهة البوليساريو من جديد على أنه لن يكون من الممكن أبداً قيام أي عملية سلام ما دامت دولة الاحتلال المغربية مستمرة، ومع الإفلات التام من العقاب، في أعمالها الرهيبة وحربها الانتقامية ضد المدنيين الصحراويين والناشطين في مجال حقوق الإنسان، بالإضافة إلى محاولاتها فرض الأمر الواقع بالقوة في الإقليم. وإننا لنحمل دولة الاحتلال المغربية المسؤولية الكاملة عن أي عواقب قد تترتب على أعمالها الإجرامية في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية.
وأرجو ممتناً توجيه انتباه أعضاء مجلس الأمن إلى هذه الرسالة.
وتفضلوا، السيد الأمين العام، بقبول أسمى عبارات التقدير والاحترام.
إبراهيم غالي
رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الأمين لجبهة البوليسياريو.
المصدر:صمود