محمد راضي الليلي/المتحف الوطني للمقاومة الصحراوية+المقاتل خطري
ظروف الصحراء الغربية قبل الاحتلال الاسباني.
1) الحملات الاستعمارية قبل 1884 م.
2) مؤتمر برلين و توزيع مناطق النفوذ في أفريقيا
3) المجتمع الصحراوي قبل الاحتلال الاسباني
4) بداية دخول الإستعمار الاسباني .
. اولا : الحملات الاستعمارية قبل 1884 م .
تعرضت الصحراء الغربية لعدة حملات استعمارية من قبل الدول التالية :
_ البرتغال سنة 1444
_ هولندا سنة 1638
_ايطاليا سنة 1864
_ انجلترا سنة 1872
_ بلجيكا سنة 1875
_ فرنسا سنة 1880
_ اسبانيا سنة 1884
_المغرب سنة 1975
* كانت الصحراء الغربية عرضة لأطماع العديد من القوى الاستعمارية، كالبرتغال و هولندا و ايطاليا و انجلترا و بلجيكا و فرنسا و اسبانيا. و ذلك بسبب موقعها الاستراتيجي الهام الذي أغرى بعض دول الجوار، مثل المملكة المغربية التى غزت الصحراء الغربية مستخدمة القوة العسكرية الوحشية سنة 1975 م.
ثانيا : موتمر برلين و توزيع مناطق النفوذ في أفريقيا.
_ وجد الأوروبيون قارة أفريقيا غنية بالثروات ففرضوا سيطرتهم، و اقتسموا القارة بينهم بعد نزاعات متوالية على مناطق النفوذ استمرت إلى سنة 1884م. السنة التي عقد فيها مؤتمر برلين لتقسيم المستعمرات. و قد كرس هذا الموتمر السياسة الاستعمارية التي تمثلت في :
1) إعطاء شرعية الاحتلال للدول الأوروبية.
2) تمتع الدول المستعمرة بحق متابعة المقاومة في الأقاليم المجاورة.
* بمدينة برلين الألمانية عقد مؤتمر، شاركت فيه الدول الكبرى، و كان من أهم نتائجه توزيع العالم إلى نفوذ ،و كان من أهم الأسباب هو تنامي الثورة الصناعية باوروبا، و البحث عن موارد اقتصادية و اسواق جديدة، و يد عاملة رخيصة، و تفادي الصراعات فيما بينهم على مناطق النفوذ، و كانت الصحراء الغربية من نصيب الإستعمار الاسباني.
ثالثا : المجتمع الصحراوي قبل الاحتلال الاسباني (سياسية، اقتصادية، ثقافية)
_ لم يكن المجتمع الصحراوي في الفترة ماقبل الاستعمار الاسباني يعيش في فراغ سياسي، بل كان منضويا تحت نظام إداري اجتماعي يمثل كافة مكوناته، يسمي ب(مجلس الاربعين)، من مهامه.
• تنظيم الشؤون الاجتماعية و الأحوال الشخصية
• توزيع الأراضي الفلاحية أثناء مواسم الأمطار
• ابرام الاتفاقيات مع الكيانات المجاورة
• فض النزاعات و اعلان الحرب و السلم
* عاش المجتمع الصحراوي في فترة ماقبل الاستعمار في ظروف سياسية و اقتصادية و ثقافة مستقرة، حيث كان يدير أوجه شؤونه “مجلس الاربعين” الذي استطاع أن يدافع عن الأرض و يحافظ على الهوية و التميز.
و من أهم صفات المجتمع الصحراوي:
• تشبث السكان بعاداتهم و تقاليدهم و الحفاظ على لغتهم
• امتهان معظمهم حرفة الرعي و تربية المواشي
• كانت الصناعة التقليدية جانبا هاما في حياة السكان لتلبية الحاجات الضرورية.
• كانت الزراعة إحدى الأنشطة التى احترفها سكان المنطقة
• كانت الصحراء الغربية ممرا هاما و آمنا للقوافل التجارية ما بين شمال و وسط أفريقيا
• كان لانتشار الكتاتيب القرآنية دور الكبير في الحفاظ على الهوية.
رابعا : بداية دخول الإستعمار الاسباني.
– كانت بداية الدخول الاستعماري عن طريق ممارسة التجارة في المناطق الساحلية (الشواطىء)
– دخل المستعمر الاسباني في عقد اتفاقيات مع الأهالي تنص على احترام عقائدهم و شعائرهم و تقاليدهم ….
* حاولت اسبانيا دخول الصحراء الغربية بشتى الطرق و الأساليب، و منها ابرام عهود و اتفاقيات تجارية لكسب ود الأهالي، و عدم اظهار النوايا الحقيقية وراء ذلك.
* المراحل الكبرى الاحتلال الاسباني :
لم يكن اهتمام اسبانيا بالمنطقة حديث العهد، و انما كان حلما قديما لقرب جزر الخالدات (التابعة لإسبانيا) من الصحراء الغربية. و كان قبلها اهتمام البرتغالين بالمنطقة التي ادخلتهم في حروب مع سكانها، و قد واجهوا فيها مقاومة عنيفة، مما جعل الاسبان يستخلصون العبرة من محاولات استخدام العنف و القوة مع اهالي المنطقة، و منها بعض المحاولات التي كان أولها بمدينة الداخلة.
_ في سنة 1884م شيد الإستعمار الاسباني اول مركز تجاري بمنطقة الداخلة، ليكون غطاء للنوايا الحقيقية للاحتلال، لأن السفن التي كانت تأتي بالبضائع التجارية،و كانت تحمل الأسلحة تحضيرا للاحتلال بقوة السلاح.
_ بعد فشل محاولة الاحتلال بالقوة، لجأ الإستعمار الاسباني الى اسلوب التبادل التجاري و اللين و المهادنة و عقد لقاءات و اتفاقيات مع الأهالي لكسب ودهم.
_ في سنة 1903 م، تم تعيين الرلئد (بنس)حاكما عسكريا بمنطقة وادي الذهب من طرف الحكومة الإسبانية.
_ في سنة 1934 م، تم التوغل العسكري داخل عمق منطقة الصحراء الغربية.
* من اهم الدوافع السياسية الاستعمارية لاحتلال الصحراء الغربية
_ الموقع الاستراتيجي الهام للبلد.
_ الثروات الطبيعية المتنوعة التي تزخر بها.
_ الحملات “التبشيرية” لتنصير سكان المنطقة.
* الاسباب التي اتبعتها اسبانيا لفرض سيطرتها على منطقة الصحراء الغربية
_ استيعاب الصحراويين و تجنيدهم و استهدافهم لضرب بعضهم.
_ توريطهم في الحرب الأهلية الإسبانية.
_ 10 يناير 1958م، صدر مرسوم اسباني نص على
1 . أن منطقة (الساقية الحمراء و وادي الذهب) الصحراء الغربية مقاطعة إسبانية تحمل الرقم 51 ضمن المقاطعات الإسبانية.
2 . تعيين حاكم عسكري عليها.
3 .جعل مدينة العيون عاصمة المقاطعة.
4. دمج السكان في الحالة المدنية الإسبانية و استعمال اللغة الاسبانية لغة رسمية للإدارة.
* السياسة الاجتماعية و الاقتصادية.
أغرقت اسبانيا منطقة الصحراء الغربية بالمستوطنين الاسبان الذين بلغ عددهم 100 الفا، و مايعادل ذلك من الجنود، في محاولة لتغيير الوجه الديمغرافي للمدن و المدارشر الصحراوية، و لطمس الشخصية الوطنية الصحراوية الأصلية المتمثلة في العقيدة الإسلامية و اللغة العربية و العادات و التقاليد.
* عمدت اسبانيا إلى :
_ محاربة الكتاتيب القرآنية و العلوم الإسلامية
_ تأخير بناء المدارس وقلة قبول الصحراويين بها
و قد ظهرت أول مدرسة ابتدائية سنة 1949، بقسم واحد يضم 23 تلميذا صحراويا فقط. و تعمدت تأخير التعليم الثانوي إلى سنة 1960، بفتح ثانوية بمدينة العيون، و التي وجد فرع منها في مدينة الداخلة.
. حين مغادرة المستعمر للصحراء الغربية كان عدد الحاصلين على شهادات تأهيلية :
– طبيب واحد و لم يكمل دراسته.
– مهندس واحد.
– اربعة معلمين.
– 25 طالبا جامعيا.
* قامت اسبانيا بمشاريع تنموية محتشمة، و قدمت إعانات مالية محدودة محاولة جلب السكان البدو إلى المدن، بالتزامن مع التضييق عليهم من خلال :
_ إبادة المواشي بفرض المراعي المحدودة.
_ مضايقة البحارة الصحراويين في الصيد و منع التوغل داخل البحر.
_ تجنيد اكبر عدد من الرجال في صفوف القوات الاستعمارية الإسبانية.
_ مصادرة المناطق الزراعية و تسليمها المعمرين.
• اتبع الإستعمار الاسباني سياسة إجتماعية و اقتصادية تمثلة في :
_ القضاء على مظاهر الهوية الوطنية (اللغة، العادات و التقاليد و الدين الاسلامي …..)، و ذلك لفرض نماذج الشخصية الإسبانية الدخيلة.
_ نهب خيرات البلد
* التحالف الاسباني الفرنسي : مبرراته و أهدافه.
_ عجز الإستعمار الاسباني في السيطرة على الصحراء الغربية، نظرا لقوة المقاومة الصحراوية.
_ المقاومة الصحراوية تتوسع و تنتشر لتصل إلى أراضي الجيران
_ المستعمر الفرنسي يشعر بتهديد مصالحه من قبل المقاومة الصحراوية في الأراضي التي يحتلها.
_ سارعت فرنسا و اسبانيا الى استكمال خطوات رسم الحدود بين المستعمرات.
٠ شملت حرب المقاومة كل التراب الصحراوي، و توغلت في بعد المناطق المجاورة كإجراء استباقي وقائي، مما أشعر المستعمر الفرنسي بالخطر.
_ و هذا جزء من رسالة بعث بها القائد العام للقوات الفرنسية بالسينغال إلى كل الوحدات جاء فيها :
( اعتبرو أنفسكم في حالة طوارئ قصوى)
* بعض الأحداث المهمة في تاريخ الصحراء الغربية
_ من مارس سبتمبر 1908 م، سجل رائد فرنسي في مذكراته 125 هجوما للمقاومة الصحراوية، أدت إلى مقتل 200 جندي فرنسي، من بينهم ضباط و ضباط صف.
_ 9 فبراير 1913 : بدأ الضابط الفرنسي(موري)حملته المشهورة التي توغلت داخل التراب الوطني لمطاردة المقاومين الصحراويين.
_ 1919 : القوات الفرنسية تشرع في هجماتها المضادة ضد الصحراويين انطلاقا من موريتانيا و الجزائر(كمستعمرة فرنسية).
_ 1932 م : الوزير الأول الفرنسي يزور اسبانيا لدراسة كيفية التغلب على المقاومة الصحراوية.
_ 1934 م : بداية التنسيق الفعلي الاسباني الفرنسي بهدف إخماد المقاومة الصحراوية.
_ 12 يونيو 1957 م : الحاكم العام الاسباني في الصحراء الغربية (كوكيز اراولا)، يجتمع مع الجنرال الفرنسي (بور كوند).
_ 19 ديسمبر 1957 م : الضباط الفرنسيون ينظمون عددا من اللقاءات لتبادل المعلومات مع هئية الأركان الإسبانية في المنطقة، هدفها رصد تحركات المقاومة الصحراوية.
* خروج اسبانيا (الضغط الوطني و الدولي)
– في ابريل 1963 م : الأمم المتحدة تؤكد الحق غير قابل للتصرف للشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ( إن إقليم الصحراء الغربية يعتبر إقليما غير متمتع با لحكم الذاتي، و ينطبق عليه منح الاستقلال وفقا لقرار الجمعية العامة رقم ( 1514_ د 15 ) لسنة 1960 م.
في ديسمبر 1965 م : الجمعية العامة للأمم المتحدة تقرر الآتي:
1 / تسجل الصحراء الغربية في لائحة الدول التي لم تتمتع باستقلالها.
2 / تعترف بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
3 / تطلب من اسبانيا أن تضع حدا لاحتلالها الصحراء الغربية.
الى جانب ذلك، منظمة الوحدة الأفريقية تسجل في 1963 م الصحراء الغربية في لائحة البلدان الواجب تصفية الاستعمار منها.
* و في ماي 1975 : بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة تزور الصحراء الغربية، و تدوم الزيارة شهرا كاملا، و تعد على إثر تلك الزيارة تقريرا مفصلا عن مهمتها نقتطف منه الفقرات التالية :
( …. في كل مكان زارته البعثة استقبلت بمظاهرات سياسية حاشدة …. و انطلاقا من كل هذا أصبح واضحا أن هناك إجماعا بين الصحراويين على الاستقلال و نبذ الانضمام لاي بلد مجاور …… و إن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب هي الحركة المسطرة في الإقليم).
_ و في ظل الظروف الدولية و الجهوية التي ميزها انتشار موجة التحرر، و بروز حركات تحرير وطنية في الوطن العربي و افريقيا، لعل أبرزها الثورة التحريرية الجزائرية و استقلال عدد البلدان من افريقيا و الوطن العربي، مما كان له التأثير على القوى الوطنية للتحرك في هذا الاتجاه.
• 17 يونيو 1970 م : الصحراويون يتظاهرون ضد السياسة الاستعمارية الإسبانية.
• امام تجاهل المستعمر للمطالب الشعبية السلمية، يقرر الصحراويون الانخراط في الكفاح المسلح يوم 20 ماي 1973 م.
• بروز الفكر الوطني المطالب بالاستقلال كالمنظمة الطليعية لتحرير الصحراء، و تأسيس الجبهة الشعبية و اندلاع الكفاح المسلح.
* كيفية خروج اسبانيا :
_ أدت العوامل التالية :
• تنامي الوعي السياسي الوطني
• التفاف كل الشعب حول تنظيم الجبهة
• قوة ضربات الجيش الصحراوي إلى إرغام اسبانيا على مغادرة البلد.
* الا ان اسبانيا خالفت كل القرارات الدولية عندما قررت تسليم الإقليم لكل من المغرب و موريتانيا بموجب اتفاقية مدريد.
_ خرجت اسبانيا من الصحراء مرغمة بفعل الضغط الوطني و الدولي، لكنها خانت الاتفاق و الوعد، فباعت الصحراء الغربية لكل من المملكة المغربية و موريتانيا من خلال اتفاقية مدريد المشؤومة في 14 /11/ 1975.
/ اتفاقية مدريد المشؤومة .
_ اولا : فقرة من نص الاتفاق المعلن :
….. إن اسبانيا تنفذ الآن قرارها المعلن عنه مرارا أمام منظمة الأمم المتحدة، و القاضي بتقرير مصير الصحراء الغربية، بوضع نهاية المسؤوليات و السلطات التي كانت تتحملها في هذا الإقليم . بوصفها مديرة ……
_ ثانيا : ماتم الاتفاق عليه سرا :
….. كان نصيب موريتانيا من الإتفاق هو مدينة الداخلة، و الجزء المسمي بتيرس الغربية، أما خارطة صيد السمك فقد سمح لموريتانيا بالصيد في المنطقة الموجودة جنوب الداخلة، و تشاركها في ذلك اسبانيا، أما نصيب موريتانيا من الفوسفات فقد كان 25 %، و التف المغرب على حصة الأسد من الاتفاق، اذ حصل على 50 % من الفوسفات، و حصل على المدن الكبرى، و على كل شي مهم في الصحراء الغربية تبعا لقسمة الضعيف و القوي.و بالنسبة لإسبانيا فقد حصلت على نسبة 25% من الفوسفات ….
. و بهذا كان الاتفاق حول تسليم إدارة الإقليم من إسبانيا، غطاء للغزو المغربي للصحراء الغربية.