نور الدين بوفرة/ضابط شرطة مغربي سابق، لاجئ سياسي بأوربا
يبدو أن ظلال التقارب بين الإدارة الأمريكية و النظام، لم تتبدد بعد، أزمة سياسية يتحمل نتائجها من راهن على مرشح خاسر للرئاسة الأمريكية و دعمه بمبلغ 12 مليون دولار في حملته الانتخابية، رهان خاسر لا زالت تبعاته ترخي بظلالها على مستوى السياسة الخارجية خاصة و علاقتها بالادارة الأمريكية، هذا الطرح يزكيه الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية المغربي للكيان الصهيوني في محاولة لإستجداء عطف و رضى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و بعدما فشلت على ما أظن مساعي و وساطات الإدارة الفرنسية في هذا الاطار، خاصة في هذه الظرفية العصيبة التي يمر منها النظام الفاسد الفاشل، أملتها ظروف داخلية و أخرى خارجية و يحاول جاهدا الخروج منها بأقل الأضرار:
خارجيا و لأول مرة في مشكل الصحراء يخسر حليفه الإستراتيجي :
1) ما جاء على لسان السفير الأمريكي بالجزائر ليوم الخميس الماضي، أن واشنطن تدعم بقوة مسار المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو من أجل التوصل إلى حل يضمن حق تقرير المصير لشعب الصحراء. 2) إذن مواقف الخارجية الأمريكية كلها ضد المغرب. 3) تقارير الامم المتحدة و قرارات مجلس الأمن مماثلة لمواقف الادارة الامريكية، عكس موقف الكونغرس الأميركي الداعم لمقترح الحكم الذاتي. 4) تحرك دبلوماسي غير مسبوق للبوليساريو و نجاحها في جر المغرب الى الاتحاد الافريقي و بالتالي الإطباق عليه داخل خندق الحلفاء، حد من تحرك المغرب سياسيا و الإعتماد على حلفاء يفهمون إلا لغة المال، و ما الهزائم و النكسات الدبلوماسية منها أحكام المحكمة الاوربية التي قضت بمنع و استغلال الثروات الصحراوية و إعادة إتفاقية الصيد البحري و إتفاقية شركات الطيران المدني، لخير دليل على الصفعات التي تلقاها النظام في الاونة الاخيرة. 5) تمدد البوليساريو على المناطق العازلة في خرق سافر لاتفاقية وقف إطلاق النار،هو إستفزاز مقصود الغرض منه إحراج النظام المغربي و إحياء مشكل أخر مستعمرة، و لو وصلت حد المواجهة المسلحة.
داخليا و بعدما وصلت ديون المغرب 84% من جهة و فشل مشروعه التنموي بشهادة و اعتراف ملك المغرب و عدم قدرة النظام تلبية المطالب البسيطة لساكنة ثارت في وجه الظلم و الفساد و اعتماد المقاربة الأمنية بدل إيجاد حلول و بدائل إقتصادية، يحاول النظام لتخفيف الإحتقان المؤدي إلى ثورة شعبية مستقبلا، إلى تصريف أزمته خارجيا و هو ما يتضح من خلال : 1) الفشل الذريع في تدبير الملف، بدءا من العودة إلى الإتحاد الإفريقي و دون الخضوع إلى نتائج إستفتاء شعبي، و بالتالي فالدعوة إلى التعبئة الشاملة لا تشمل عامة الشعب بل الفئة المقربة المستفيدة من خيرات البلاد و بقية الشعب غير معني و غير مسؤول عن الهزائم الدبلوماسية و خاصة أن الملف في يد ملك المغرب. 2) النظام لا زال يناور حتى و هو ساقط، بتكليف حكومة لا تملك أي صلاحية بنداء التعبئة الشاملة و فرصة له لتشكيل حكومة وحدة وطنية و التخلص من حكومة اللقطاء و استبدالها بحكومة النبلاء. ( حسب نظرتهم) 3) فشل يتحمل مسؤوليته الملك و مسؤول المخابرات الخارجية. 4) فشل يتحمل مسؤوليته كل من شارك في تدبير الملف و طبعا من محيطه المقرب. 5) سؤال جوهري عن دور الادارة الفرنسية في تدبير الملف و إحتمالية تواطئها مع الجهة الداعمة للبوليساريو؟ 6) عدم عودة ملك المغرب من فرنسا و خاصة في هذه الظرفية و على إعتبار أنه القائد العام للقوات المسلحة الملكية يطرح ألف سؤال.
7) ملف أبان عن ضعف جهاز الاستخبارات الخارجية و قوة الأجهزة الاستخباراتية التي تخندقت في محورها جبهة البوليساريو و أبان مسؤوليها عن حنكتهم السياسية و جاهزيتهم حتى للمواجهة المسلحة. 8) أزمة و صراع أصبح شبه محسوم لجبهة البوليساريو. 9) ضربات تلقاها النظام في الاونة الاخيرة من تحليلها يمكن القول أن فصيل خائن يعبث بإستقرار الوطن. نظام لم يعد له ما يناور به أمام الاوربيين، إلا ملف الهجرة السرية و التهديد بفتح الحدود لتدفق اللاجئين و معهم الإرهابيين، دون ذلك إحترقت أوراقه داخليا و خارجيا و معها سقطت فكرة الاستقرار السياسي في المنطقة.