لا تنتهي قصص الفساد في الضيعة المملوكة لفيصل لعرايشي، المسماة خطأ ب”الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة”، و لا شيء يتغير بعد كل فضح و كشف للمستور، و السبب بكل بساطة يعرفه الجميع داخل دار لبريهي:”السييد محمي من الفوووق”.في الصيف الماضي، أعلنت الإذاعة و القناة الأمازيغية عن شغور مناصب للمسؤولية في قطاعات الأخبار، و الإنتاج، و البرمجة، و تقدم إلى الترشح بعض الحالمين بالتباري النزيه و الشفاف، ظنا منهم أن النتيجة هذه المرة ستكون مختلفة، قبل أن يصدمهم الواقع المتكرر.الكواليس تتحدث عن إتفاق من تحت الطاولة، بطلاه علي خلا بصفته مديرا للاذاعات الجهوية و عضوا في نقابة البقالي، و محمد مماد بصفته مديرا للقناة الثامنة،، و تحت رعاية عبد اللطيف لمبرع بصفته مديرا للأخبار في الإذاعة المركزية المغربية، و زكريا حشلاف المدير المركزي للشؤون الإدارية و القانونية للشركة.
في الصورة:زكريا حشلاف، مدير الشؤون الإدارية و القانونية
انعقدت لجنة فرز الترشيحات المكونة من مسؤولين في الشركة، و هذا في حد ذاته لا يضمن الشفافية، إذ تقوم وزارات مغربية مثلا بالإستعانة بمسؤولين خارجيين تفاديا للمحاباة أو اللعب تحت الطاولة، و هذا الذي حدث في هذه المباراة و غيرها داخل دار لبريهي في السنوات الاخيرة، فقد انتزع محمد مماد لشقيقه، سعيد مماد، منصب رئيس قطاع الأخبار بالإذاعة الأمازيغية، التابع إداريا و تحريريا لعبد اللطيف لمبرع، و ظفرت مليكة مهاني، رئيسة فرع الرباط للنقابة الوطينة للصحافة المغربية، بمنصب رئيسة قطاع الإنتاج بالقناة الأمازيغية، التابعة إداريا لمحمد مماد، و بالتالي تكون بقية الترشيحات قد وجدت طريقها إلى سلة المهملات بما فيها ملفات من هم أطول تجربة، و أكثر كفاءة.
في الصورة : سعاد مماد (أقصى اليمين)، و مليكة مهاني (الثالثة في الترتيب من اليمين إلى اليسار)
فصول هذه الوقائع المتناسلة من المحاباة، و تمرير المناصب لمن لا يستحقون، و التعيين في المسؤولية بدون التوفر على الكفاءة المذكورة ينعكس سلبا على الإنتاج، و من ثمة على صورة مؤسسة إعلامية غاية في الحساسية من حيث أدوارها وطنيا و دوليا، غير أن أيادي العبث لا تنظر إلى الأمر سوى من زاوية راتب سمين، و تموقع أسري أحيانا، بينما رئيس المؤسسة فيصل لعرايشي، يشارك في الجريمة بتعليماته الفوقية أحيانا، أو بصمته أحيانا أخرىى، رغم أن دوره الآن لم يعد يتجاوز المكوث بدار لبريهي لساعة واحدة على الأكثر، يوقع فيها على المراسلات، و ينصرف إلى أعماله الأخرى أو إلى إنشغالاته المرضية.