محمد راضي الليلي+مصادر محلية
كشفت مصادر موثوقة عن السخط و التدمر الشديدين للعمال الصحراويين في شركة ارشيرودن اليونانية تجاه السياسة الاقصائية و التمييزية التي تنهجها، اذا انه و بعد توقفها عن العمل نهاية شهر مارس المنصرم، و الى حدود الساعة، بشكل شبه كامل، في اطار الصفقة المشبوهة لبناء ميناء جديد تابع لادارة الفوسفاط بمدينة العيون المحتلة، قامت باحالة عدد كبير من العمال على صندوق التضامن “كوفيد” عن طريق CNSS رغم ما تحوزه الشركة من رأس مال مرتفع، و الذي يحتم عليها احتساب تعويض معقول يتماشى و حجم المجهودات الجبارة التي يقدمها هؤلاء العمال للشركة، 8 ساعات في اليوم من اصل 11 ساعة كانت تحتسب في فترة العمل سابقا. و للاشارة فالشركة، و في اطار سياسة النأي بالنفس عن اي اتصال اداري و قانوني مباشر مع العمال، ابرمت عقود عمل مع العمال المحليين من خلال شركات المناولة سيئة الذكر، التابعة لبعض المسؤولين المحليين، و أتباعهم المعروفين بالاختلاسات و التلاعبات بحقوق العمال المشروعة، عبر شبكة واسعة من ضعاف النفوس في مختلف المصالح و الإدارات المحلية ..
و قد كشفت مجموعة من الشكايات التي توصلت بها عدة منابر اعلامية و حقوقية، وطنية و دولية، عن حجم التعسف و التمييز الذي تتعامل به ادارة الشركة تجاه العمال، حيث كان اخرها صرف تعويض (عيد الاضحى المبارك) للعمال القادمين من مدن الداخل، مستثنية العمال الصحراويين الذين ينتمون الى مدينة العيون المحتلة، رغم قلتهم، و بهذا التمييز الواضح و الفاضح و الممنهح، نتج استياءا عارم، ينضاف الى سلسلة من الاقصاءات و التمييزات العنصرية التي تتعرض له شريحة عريضة من الشباب الصحراوي، الذي غرق حد الاذنين في براثن البطالة و الفقر و التهميش، و الذي في حالة ما اذا عثر على ابسط فرصة عمل سقط في عمليات واسعة من الابتزاز و الاستغلال البشع.
لذا،فإن العمال الصحراويين يطالبون برد اعتباري فوري لحقهم في تعويض عيد الاضحى المبارك، خصوصا و أنهم يعيشون حالة من قلة ذات اليد، و ذلك راجع الى توقفهم عن العمل لاكثر من اربعة اشهر متتالية، و اغلبهم يعيل أسرا، و منهم من يعاني من امراض نتيجة الأعمال الشاقة.
و نتمنى الا يتأكد لنا ان الشركة الأوروبية أضحت شركة مسيرة بعقول عربية مريضة لطالما عرفت بالعتو في الارض مكرا و فسادا.