لماذا يردّ وزير الخارجية بلينكن على أربعة أسئلة عن قضية الصحراء بجواب واحد متكرّر؟

2٬336 مشاهدة
غير معروف
محمد الشرقاوي/أستاذ جامعي بالولايات المتحدة الأميريكة
أثارت آنْ سُويْ كبيرة مراسلي تلفزيون بي بي سي BBC في أفريقيا عدة قضايا أفريقية خلال مقابلتها مع وزير الخارجية الأمريكية أنثوني بليكين في مقر السفارة الأمريكية في نيروبي. وبدأ الحوار حول موقف الولايات المتحدة من احتمال تمزّق إثيوبيا بسبب القلاقل الراهنة، وتشديد المجتمع الدولي على ضرورة تخلي ضباط الجيش عن السلطة في السودان، ثم استراتيجية الولايات المتحدة إزاء أفريقيا بموازاة التنافس الاسترايتجي مع الصين. وفي ما يلي ترجمة لما دار حول موقف حكومة بايدن من قضية الصحراء:
“سؤال: هناك منطقة واحدة نادرا ما نتحدث عنها، الصحراء الغربية. وتابعنا قرب نهاية حكومة ترامب أنهم اعترفوا بسيادة المغرب على تلك المنطقة المتنازع عليها. هل هذا أمر ستعكسونه؟
الوزير بلينكن: نحن نركّز بشدة الآن على دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، والعملية التي تقودها الأمم المتحدة لإيجاد حلّ دائم ومعقول. هذا هو محور جهودنا.
سؤال: لكن هل ستعكسون هذا القرار؟
الوزير بلينكن: نحن نركز على – على عملية الأمم المتحدة هذه بما يساعد على دفعها إلى الأمام. نحن نتحدث إلى جميع الأطراف المعنية. والآن، ينبغي أن يكون التركيز على ما تفعله الأمم المتحدة، مرة أخرى، لإيجاد حلّ دائم ومعقول.
سؤال: الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعترف بالسيادة الكاملة للمغرب على تلك المنطقة. هل ستعكسون هذا الموقف –
الوزير بلينكن: مرة أخرى ، تركيزنا –
سؤال: – وإعطاء فرصة للجهد الذي تتحدثون عنه، استفتاء محتمل؟ هل ستعكسون الموقف؟
الوزير بلينكن: لقد انخرطنا إلى حد كبير مع جميع الأطراف. وكما قلت، فإن تركيزنا في الوقت الحالي، خاصة وأن لدينا الآن مبعوثًا للأمم المتحدة بعد فترة طويلة من عدم وجود مبعوث، هو التأكد من أن هذه العملية يمكن أن تمضي قدمًا. هذا هو المكان الذي ينصب فيه تركيزنا. هذا هو المكان الذي يتجه فيه دعمنا.” (النص الانجليزي أسفله).
تعليق:
تتعدد القراءات وتتباين التأويلات لهذا التصريح لكبير الدبلوماسيين الأمريكيين بشأن موقف حكومة بايدن من الإعلان الرئاسي الذي أصدره دونالد ترمب لتحفيز التوصل إلى مقايضة الاعتراف الأمريكي بالتطبيع المغربي مع إسرائيل. بيد أن الواضح أن بلينكن ومن خلفه الرئيس بايدن يؤكّدان في أكثر من مناسبة على اتساق الموقف الأمريكي مع جهود الأمم المتحدة لتسوية الصراع في عامه السادس والأربعين، وأن الرسالة واضحة إلى جميع الأطراف بأن واشنطن لاتزيد على ما قد يتوصل إليه مجلس الأمن وترفع سقف التوقعات بشأن دبلوماسية دي مستورا.
في مقالة بعنوان “ماذا لو جاء الاعتراف من أوباما، بوش، كلنتون، أو ريغان..!” نشرتها في 22 ديسمبر 2020 بعد يوم من توقيع المغرب على الاتفاق الثلاثي في الرباط بحضور جاريد كوشنير ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مايير بن شبات، كتبت هذه العبارات: ” قد تعتدّ القراءات الافتراضية عن بُعد من خارج واشنطن السياسية بصلاحيات الرئيس ترمب وقوّته كرئيس للجهاز التنفيدي، لكن من سوء التقدير تخيّلها “قوّة مطلقة”، أو “صلاحية نووية” بمنطق أنّ ترمب يمسك “عصا موسى”، أو أنّ صلاحياته تملك قوّة ميكانيكية بضغط الزرّ الذي يتحكّم في حضور الضّوء وغياب الظّلام في الحال بمنطق “كن، فيكون..!”. ما ينبغي الاعتداد به هو القراءة الواقعية من داخل مجريات الأمور في المثلث الفيدرالي بين البيت الأبيض والكونغرس، وطبيعة التفاعل مع من يمسكون المفاتيح في عاصمة يحكمها المدّ والجزر السياسي، وتعمل بوتيرة الزّخم السّياسي أوPolitical momentum، وكيف تدور الدّوائر السّياسية والإعلامية، وتتساوى مجاديف حشد التّأييد لخطط التغيير في السّياسات للتوصّل إلى إجماع، أو على الأقلّ توافق، بين البيت الأبيض والكونغرس وقيادات الحزبين الجمهوري والديمقراطي وبقية أضلاع المؤسّسة السياسية…
خلال مقابلة تمّ تصويرها في مدينة العيون لإقناع الرّأي العام المغربي، جاء السّؤال مباشرا: “ماهي الضّمانات لدى المغرب بأنّ الإدارة المقبلة بقيادة جو بايدن ستلتزم بما أقرّه الرّئيس الحالي ترمب؟”
ردّ السيد بوريطة يقول حرفيا “أوّلا، آه… يعني… كاين واحد المنطق ديما عندنا ديال تبخيس ما نحقق. ما تحقق وبقيادة جلالة الملك مهم ومهم جدا، تكون هادي واحد الشهر بدينا كنحلمو: واش أمريكا تحل قنصلية في الداخلة، واش أمريكا ماشي تكولش حكم ذاتي، تكول السيادة المغربية، كان غيبان هاذا بعيد، اليوم هادشي كيتحقق وخصنا بعدا نعرفو الأهمية ديالو لأنها ماشي.. قبل ما دوز.. كي غانحافظو عليه. بعدا.. للّي وقع ما شي ساهل (يضيف المذيع: نعرفو قيمتو).. نعرفو قيمتو، لأن… ملّي كاتكون شي حاجة صغيرة سلبية، كنكبروها، ملي كاتكون شي حاجة كبيرة (بنبرة التعظيم…) إيجابية.”
تحدث السيد بوريطة أيضا عن أهمية إلغاء “الشريطات” و”الصحراء الغربية” من الخريطة فتصبح “خارطة وحدة ديال المملكة المغربية”. وأضاف مندهشا “من كان يظن أن الولايات المتحدة ستبعث إلى مجلس الأمن لتبلغ بالموقف الجديد وتوزيعه ضمن وثيقة رسمية على بقية الأعضاء.” لكنه لم يقدم جوابا ولا إشارة ضمنية تنمّ عن أن الرباط مطمئنة لموقف حكومة بايدن المقبلة.”
QUESTION: — one region we rarely talk about, Western Sahara. And we saw towards the end of the Trump administration that they recognized the sovereignty of Morocco on that disputed region. Is this something that you’re going to reverse?
SECRETARY BLINKEN: We are very focused now on supporting the efforts of the UN envoy, Staffan de Mistura, and a UN-led process to find a durable and dignified solution. That’s the focus of our efforts.
QUESTION: But are you going to reverse that decision?
SECRETARY BLINKEN: We’re focused on the – on this UN process, helping to move it forward. We’re talking to all of the parties involved. And right now, the focus should be on what the UN is doing, again, to find a durable and dignified solution.
QUESTION: The United States is the only country in the world that recognizes full sovereignty of Morocco on that region. Are you going to reverse that position —
SECRETARY BLINKEN: Again, our focus —
QUESTION: — and give a chance to the effort that you’re talking about, a possible referendum? Are you going to reverse the position?
SECRETARY BLINKEN: We’ve been very much engaged with all of the parties. And as I said, our focus right now, especially since we now have a UN envoy after a lot of time not having one, is to make sure that that process can move forward. That’s where our focus is. That’s where our support is going.
2021-11-22
bank populaire