إن جبهة البوليساريو وهي تحيي خمسينيتها اليوم تقف على مكاسب جمة تضعها في حدقية الأحداث كحد معلوم في معادلة التوازنات والرهانات الإقليمية لا يمكن تجاوزها. رغم أنف العدو وداعميه، وما تتوفر عليه ترسانتها من إمكانيات ودعم. وهو ما كان ليحصل لولا تكاثف، وترابط وتلاحم جهود مختلف مكونات الجسم الوطني في الملاجئ والمناطق المحتلة وجنوب المغرب كما في المهجر والشتات الصحراوي.
ان تسيير معركة غير متكافئة مع عدو الخداع والطيش والتزوير ديدنه لم يكن بالأمر الهين مما يحيل الي خلاصة مفادها أنه لا أحد يزايد على العبقرية الصحراوية في إدارة معاركه مع المخزن المغربي وحلفاؤه .
إن تواجد نواحي مقاتلي جيشنا المغوار من شمال الصحراء الى أقصى جنوبها يقارع ويبادر في المواجهة وهو يضم آلاف الخريجين والاطارات عالية التكوين العسكري لهي أكبر ثمار هذه المسيرة النضالية.
ولعل عشرات المؤسسات التنفيذية للحكومة الصحراوية اجتماعية خدمية واقتصادية وسياسية اعلامية، وماتقدمه من برامج ومشاريع وطنية، إضافة للمؤسسات التشريعية والقضائية والأمنية كلها تكرس بلوغ الصحراويين مستوى دولة المؤسسات الوطنية في كنف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بعد خمس عقود من التأسيس .
كما أن تواجد العلم والصوت والتمثيل الصحراوي عبر قارات العالم الخمس وهيئات ومنابر وامميات وازنة ومنتشرة. (من سفارات وبعثات ومكاتب …) هو تجسيد آخر يبعث على الفخر ولا يقبل الطعن
إن تنظيم اللاجئين على أرض الشهداء المضيافة (الجزائر، الحليف الاستراتيجي الثابت). اللاجئون وفعلهم الصامد والتحام نضالات الأرض المحتلة والجاليات بالمهجر ببطولات جيش التحرير الشعبي الصحراوي هو ما أثمر وعي العالم بضرورة إعادة النظر في الاطروحات المغلوطة للعدو المغربي وحلفائه لصالح الحقيقة الصحراوية.
وعله من نافلة القول أن مسلسل الأحكام القضائية الصادرة عن المحاكم الأوربية. كما اعتراف ما يناهز 80 دولة عبر العالم، وانتشار تمثيل جبهة البوليساريو الواسع . إنما هو بداية حصاد ثمار المجهودات المحشوة بالدماء والعرق، ومراكمة التضحيات التي يجب أن تتواصل.
ان الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، عشية ذكراها الخمسين لهي تأكيد فعلي على أنها روح شعب، ومطالب وبرامج وطنية تتوارث الأجيال المضي في إنجازها واستكمالها.
“فالبوليساريو « بعد نصف قرن؛ تبقى بهدف ثابت ،تنويع في الأساليب من خلال تعدد ميادين الكفاح.
بقلم: محمد سيداتي، عضو الأمانة الوطنية للجبهة، وزير الشؤون الخارجية