قضية_رأي_عام و جريمة سرية:”لحبيب أغريشي” من مواليد 1974 بمدينة الداخلة.. رجل يعرفه أغلب أهالي المدينة .. يعرفون تربيته و أخلاقه و كذلك طبيعة عمله كتاجر.. لا مشاكل لديه مع الاخرين..
في صبيحة يوم الاثنين على الساعة 11:45 زار منزل العائلة كعادته للإطمئنان على والدته و باقي العائلة.. لم يمكث سوى خمس دقائق. ذهب بعدها في رحلة للمجهول لحد الساعة.. “لحبيب” معروف عنه التزامه بعاداته اليومية كمواعيد الذهاب من منزله و العودة إليه.. ذلك اليوم تأخر في العودة و بدأ كل أفراد الأسرة بالاتصال به دون جدوى حيث أن الهاتف مغلق و ذلك ليس من عاداته إذ أنه لا يغلق هاتفه أبدا.. و كلما مر الوقت يتسرب الشك إلى النفوس بوقوع مكروه للحبيب..
بدأت عملية البحث عن لحبيب من طرف إخوته في المدينة كل منفردا.. ليتم العثور على سيارته بجانب شاطئ القنديل على الساعة 17:45 .. و هي مغلقة و خالية.. بوجود مفاتيح لحبيب الشخصية داخلها و دون وجود أي آثار عنف حولها تم التقاط صور لها و للمكان حولها تحسبا لأي عملية سرقة و ربط الاتصال بالشرطة .. حلت الشرطة بعين المكان بعد ذلك بساعات لتباشر عملية البحث داخل السيارة و أخذ البصمات و ذاكرة السيارة.. و بدأت عملية البحث عن لحبيب.. الشرطة تبحث في اتجاه و الاهالي و الاصدقاء في اتجاه اخر.. عند الرجوع الى دفتر مواعيد لحبيب في متجره كان له مواعيد من بينها موعد له مع “يوسف العطاوي” اثر الاتصال به للاستبيان عن اخر مرة التقى بها ب لحبيب لعل و عسى ان يقودنا الى تحديد أمكنة تواجد لحبيب قبل اختفائه أنكر يوسف تماما أنه التقى ب لحبيب ذلك اليوم.. بل و حضر الى المتجر ذلك الوقت ليؤدي بعض ما يدين به للحبيب لكن تم رفض ذلك الى حين عودة لحبيب.. عند الساعة 23 ليلا تم تحديد خط سير لحبيب ذلك اليوم الى من مغادرته منزله الى وقت اغلاق هاتفه عن طريق خاصية gps في بريده الشخصي.. تمثل ذلك في مغادرته لمنزله في حي الامل باكرا و الذهاب الى بنك cih و بعد ذلك محله التجاري بعودته لمنزله في حي الامل و العودة للمتجر التجاري و من ثم منزل عائلته و بعدها الى حي النهضة حيث اختفى بعدها.. و بالرجوع الى كاميرات المراقبة بكل هاته الاماكن تم رصد سيارته مع سيارة يوسف العطاوي الذي انكر سابقا التقاءه به.. بعدها دخول لحبيب لمستودع التخزين الخاص بالعطاوي..
كاميرا البنك و الموظفون أكدوا تواجد لحبيب عندهم و أخذه لمبلغ 70 مليون ..
كاميرا منزله بدورها سجلت خروجه باكرا بكيس بلاستيكي مليء بالنقود
و في التسجيل الثاني عودته مسرعا لأخذ ظرف أصفر تظهر به بعض الاوراق او الشيكات ذات لون ابيض..
تم أخذ كل هاته المعطيات و تسليمها للشرطة في اليوم التالي لاختصار وقتهم و التعامل مع الامر بجدية بعد لمس مدى التهاون بالموضوع.. تم استدعاء يوسف يوم الثلاثاء الساعة 15 بعد الزوال و التحقيق معه.. لتتفاجأ بعدها عائلة اهل اغريشي بإطلاق سراح المتهم الأول و الشاهد الوحيد بعد ثلاث ساعات من استدعائه و دون وضع أي مراقبة عليه .. ليعود يوسف لمتجره و بعدها بقليل يستقبل مكالمة يلتحق إثرها بالمتصل به و تلك كانت آخر مرة رآه فيها شقيقه.. بحيث تم العثور على جثته قرب شاطئ “بلايا لاخيرة” مجردا من ملابسه بضربة مميتة على قفاه و آثار الخنق و التعذيب بادية عليه و في عين المكان السيارة التي كان يستقلها ليلة اختفائه. و فور انتشار الخبر التحقت الشرطة الوطنية بجميع تشكيلاتها من شرطة علمية و تقنية و احدث اجهزتها الى مدينة الداخلة بزعامة “محمد الدخيسي” مدير الشرطة القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني، ومدير مكتب الإنتربول بالمغرب… و بعد عشرة أيام من الإحتجاجات الشعبية في المدينة و من البحث من طرف الشرطة خرج بيان ذو مصدر مجهول يقول بأن يوسف العطاوي قد قتل لحبيب اغريشي و حرق جثته و انتحر بعدها.. و أنه تم العثور على عظام متفحمة تعود للضحية..
نفس البيان تبرأت منه الشرطة المحلية و قد كانت فكرة صدوره من أجل التشويش على المظاهرات و فكها.. بيان يصدر من داخل ولاية الأمن على الساعة الواحدة صباحا دون أي اشارة للجهة المتبنية له..
هذا و قد تم التوجه لولاية مدينة الداخلة صباحا في مسيرة شعبية مطالبة بالكشف عن مصير لحبيب بحيث اضطر الوالي لمين بن اعمر لاستقبال العائلة و وعدهم بالعثور على جميع المتورطين في ظرف 24 ساعة. و تسليم الجثة للعائلة مع نتيجة تحليل الطب الشرعي.. و قد غادرت العائلة مسلمة أمرها لله وحده منتظرين تنفيذ الوعد لتتفاجأ بنائب وكيل الملك و هو يسلمهم تصريح الدفن دون اي ورقة تثبت انا العظام المتفحمة تعود لابنهم مع عدم امكانيتهم اجراء تحليل DNA لتطمئن قلوبهم مما زرع الشك بأن هناك مؤامرة ما.. و بالتالي تم رفض العرض..
و تتضح عدة نقاط فيما بعد نطرح من بينها على سبيل المثال لا الحصر:
– لماذا تم إطلاق سراح يوسف العطاوي رغم أنه الخيط الوحيد للوصول الى الجناة؟؟
– لماذا لم تتم حمايته؟
– كيف استطاع في ظرف وجيز استدراج لحبيب و قتله و حرقه بكل أريحية في وقت تعج المدينة فيه بالباحثين عن لحبيب و خصوصا في حي النهضة؟
– ألن تثير عملية الحرق في الهواء الطلق بتلك الطريقة المزعمة فضول شخص؟
– لماذا لا يتم الكشف عن المعلومات المتوفرة لدى الشرطة؟ و تم التحفظ على كل سجلات الكاميرات و محو جميع اثار الجريمة؟
– لماذا تم تفتيش متجر لحبيب و التحفظ على امواله و دفاتر الديون و الشيكات المتواجدة في المتجر؟؟ و كذا مفاتيح المتجر لحدود الساعة؟؟
– لماذا اقتحم منزله و تم تفتيشه شبرا شبرا مع كسر البلاط و البحث أسفله دون التوضيح عما يبحثون؟
– اذا كان يوسف من قتل لحبيب فمن قتلة يوسف إذن؟
– لماذا تم اتهام يوسف بالانتحار رغم ان وثيقة الدفن تقر بغير ذلك في سبب الوفاة؟
– لما في كل مرة تستدعي الشرطة العائلة من اجل دفن العظام دون اللجوء الى تحليل الطب الشرعي؟؟ و مطالبتهم بحفظ ملف القضية؟
– لماذا لا تزال الشرطة تتحفظ على سيارات يوسف العطاوي و جهاز هاتفه.؟
– لماذا لا يزال مستودع يوسف مشمعا؟؟
– لماذا اتخذ تحقيق الشرطة الوطنية منحى لا علاقة له بالقضية و اقتصر في أسئلة هامشية مثل من الذي لديه عنوان لحبيب الالكتروني؟ و من حدد مساره و مسار سيارة لحبيب؟
– لماذا حلت الشرطة الوطنية بمدينة الداخلة إذا لم تكن قادرة على حل لغز جريمة ذات أركان واضحة و أدلة متعددة؟؟