فخ أوسلو في الإقتراح كحل لتقسيم الصحراء الغربيه..بقلم الاعلامي الصحراوي محمد يحظيه الصابي

369 مشاهدة
فخ أوسلو في الإقتراح كحل لتقسيم الصحراء الغربيه..
من الغباء أن يقبل الصحراويين بالتقسيم كمقترح لحل قضية الصحراء الغربيه وطبعا لأسباب كثيرة فتوقيت إعادة إحياء هذا الاقتراح القديم الجديد هو توقيت خاطئ ربما لدفع المنطقة إلى الأسوأ و ثانيا فهذا الإقتراح جسدته إسبانيا سنة 1975 بموجب إتفاقية مدريد الثلاثية، حيث إستحوذ المغرب على واد الساقية الحمراء ثم أخذت نواكشوط واد الذهب غير أن الشعب الصحراوي كان له رأي آخر بعزيمة أبنائه من خلال حمل السلاح وراء “سنوار الصحراءالغربية” القائد الثوري السياسي العسكري الشهيد الولي مصطفى السيد الذي قاد جبهة البوليساريو إلى معارك كان في مقدمتها مع المجاهدين حيث أستشهد في معركة نواكشوط التي حققت نتائج الإعتراف الرسمي الموريتاني بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إقليميا ، و بموجبها أعاد واد الذهب الى حضن أراضي الصحراء الغربيه فكان الاختيار العسكري رادعا لكل الأطماع التوسعية فأصبح أهل الأرض يواجهون عدوا واحدا هو المغرب و من ورائه فرنسا الإستعمارية هذه الأخيرة جاءت مرة أخرى و تحديدا بعد وقف إطلاق النار سنة 91 لتعرض على الشعب الصحراوي نفس الخطة و ذالك في سنة 2002 أي “إقتراح التقسيم” ضمن مخطط جيمس بيكر الذي كانت له أهداف في ظرفية معينة بصيغة الحكم الذاتي أي “حل الدولتين” تحت السيادة المغربية و هي لعبة “إسحاق رابين” رئيس الوزراء الاسرائيلي فهو الوحيد الذي أتقن لعبة “حل الدولتين” و الذي وقع معاهدات السلام مع مصر والاردن وسوريا ثم اتفاق اوسلو بالنرويج مع ياسر عرفات حيث قبل الطرف الفلسطيني ” بالتقسيم “فرحبت الأمم المتحدة بذالك التي إعترفت بإسرائيل كعضو بالأمم المتحدة و هو ما كان الاسرائيليون يبحثون عنه ضمن هذه الخدعة السياسية فمعاهدة أوسلو في المرحلة الأولى ثم اوسلو 2 سنة 1995، تمثلت في عدة ترتيبات للحكم الذاتي الانتقالي أي كاتفاق سلام وقَّعته طبعا منظمة التحرير الفلسطينية مع الاحتلال الإسراىيلي ثم الجزء الثاني منه في واشنطن بحضور الرئيس الأمريكي وقتها بيل كلينتون حيث نص الإتفاق على تقسيم الضفة الغربية إلى 3 أقسام إدارية مؤقتة، وهي المناطق “أ” و”ب” و”ج”، و التي ستشكل 21 في المئة من مساحة أراضي الضفة الغربية، وستخضع للسيطرة الفلسطينية بالكامل لكن إسرائيل في أخر المطاف لم تقدم ضمانات فباعات الوهم و الحقيقة كانت تبحث فقط عن مصالحها بأخذ الأرض أمميا أي عبر الأمم المتحدة نفسها و الشرعية من منظمة التحرير الفلسطينية التي سقطت في الفخ و التي لم تحقق من وراء الإتفاق أي مكسب يذكر لأن إسرائيل تراجعت عن الإتفاق و الوعود التي قدمتها على طاولة المفاوضات فربحت تموقعها كدولة معترف بها ثم قامت بعد ذالك بشيطنة صاحب الأرض الذي أصبح إرهابيا و غريبا و لا يستحق أي حق وهو ما وقع فتوالت السنوات تلوى السنوات فقتل الشعب الفلسطيني بأيادي أبنائه ولم يحصل على الإعتراف الأممي داخل الأمم المتحدة إلا بعد 40 سنة من توقيع ذالك الفخ الذي طبعا باركه بعض الخونة العرب . لنتأمل الأن الإقتراح الأممي الذي حمله النادل دميستورا للمغرب و للجمهورية الصحراوية ، فقد جاء في صيغة التقسيم كإقتراح أممي وهو نفس الفخ الذي يحاولون جاهدين إسقاطه كخطة لحل ملف الصحراء الغربيه فالمغرب طبعا سيقبل الإقتراح اذا ما قبلته جبهة البوليساريو رغم أنه عبر عن رفضه بدون إضافات و ليس لديه أدنى إحراج ، لكن لنفترض جدلا لو قبل الطرف الصحراوي بالاقتراح الدميستوري فهنا نحن ستكون القاعدة الشعبية الصحراوية أمام تناقض تاريخي و قانوني كيف ؟. كما تعلمون نحن نملك منذ 1966 القرار 1415 و الذي هو ركيزة حق تقرير المصير وقبولنا بالتقسيم أي إقبار هذا القرار نهائيا من جهة و من جهة أخرى سيصبح الصحراويين مجرد مرتزقة لا حق و لا شرعية قانونية و لا تاريخية لهم رغم أن المقترح يتضمن مسألة إقامة دولة صحراوية في منطقة واد الذهب وهو مجرد طعم لفتح شهية الصحراويين للقبول بالفخ ،غير أن جبهة البوليساريو رفضت الإقتراح و أكدت على عدم قبوله كفكرة أو نقاشه بشكل قاطع و هنا رفض الاقتراح في حد ذاته من طرف قيادة جبهة البوليساريو بعد زيارة المبعوث الأممي الاخيرة و لقائه بمختلف الوجوه السياسية الصحراوية هو في إعتقادي دفن للحكم الذاتي و لفخ أوسلو الأممي الإثنان معا. فأين نتجه إن العالم يتحرك الأن و هذا التحرك في حد ذاته يحمل تغيير في ميزان القوى و هو ضمن أمواج مختلفة المستويات و لا نعلم حجم المفاجئات القادمة لكن الأكيد هو أن الاتحاد المغاربي يتحرك هو الأخر و يتجه نحو التجسيد على الأرض كجسم عسكري أوليا و إقتصادي ثانيا بين المحارب الجزائري و الموريتاني و التونسي و الليبي و سينضم إليهم الصحراوي أيضا حسب ماهو ملاحظ في وقت مناسب فالساحة المغاربية التي هي محيطنا ستتأثر بكل ما يحدث دوليا و طبعا المغرب وضع نفسه في الزاوية الضيقة مغاربيا و إفريقيا و أوروبيا خاصة بعد قرار محكمة العدل الأوروبية فماذا هو فاعل أمميا بعد فشل مساعي الأمم المتحدة نحو السلام في منطقة حساسة، و الذي يبحث عنه الشعب الصحراوي كشعب نبيل كريم ، ولحقن أيضا دماء الأبرياء من المغاربة الأشقاء فهل ستتجه المنطقة إلى التصعيد خاصة بعد رسالة المغرب الصاروخية لشنقريحة ب منطقة “ݣليبات لفولة ” وهو متواجد بنواكشوط و التي خلفت قتلى وجرحى مدنيين موريتانيين أم أننا سنواصل مشاهدة مسلسل سياسي إسمه “جوالات المبعثوين الأممين الى الصحراء الغربيه” الجواب قريبا و تحديدا هو لحظة إعلان إستقالة دميستورا . المعتقل السياسي السابق و الإعلامي الصحراوي الصابي يحظيه
2024-10-22
bank populaire